الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الروايات التي تحدثت عن شخصية الحسني ما يدل على ما ذكرتموه، فهي ساكتة عن هذا المعنى وإن أمكن الاستفادة منها أن الرجل على حظ من العلم والمعرفة العقائدية مضافاً لقيادته السياسية، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ما ورد في بعض الروايات التي سجلت معرفته المسبقة بالإمام (عجّل الله فرجه)، وطريقة إثباته لشخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لأصحابه من خلال البينات والدلائل تحكي عن وعي علمي.
فقد ورد في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) مع المفضل بن عمر أنه قال: ثم يخرج الحسني، الفتى الصبيح الذي نحو الديلم... فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي (عليه السلام)، ويقولون: يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا، فيقول: اخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وأنه ليعرفه ولم يرد بذلك الأمر إلّا ليعرف أصحابه من هو فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبته البراق ومصحف أمير المؤمنين فيخرج له ذلك، ثم يأخذ الهرواة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق ولم يرد بذلك إلّا أن يرى أصحابه فضل المهدي حتى يبايعوه، فيقول الحسني: الله أكبر مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٣، ص١٥]
فهذا هو القدر المتيقن الذي يمكن استفادته من جملة الروايات التي تحدثت عنه، أما هل هو مرجع تقليد أو عالم جامع للشرائط، فلا دلالة فيها على ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)