الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
البربر قبائل تسكن شمال أفريقيا ودول المغرب العربي، ويصطلح عليهم في وقتنا المعاصر بالأمازيغ، وما زال الكثير من أفرادها يحتفظون بلغتهم وتقاليدهم، مع أن الكثير من مواطني هذه الدول ترجع أصولهم إلى تلك القبائل. [الموسوعة العربية العالمية وموسوعة ويكيبيديا]
روي أن حميدة زوجة الإمام الصادق (عليها السلام) ووالدة الإمام الكاظم (عليه السلام) تُنسب إليهم، فقد قال الشيخ المفيد في الارشاد: كان مولده - الإمام الكاظم – (عليه السلام) بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة، وأمه أم ولد يقال لها: حميدة البربرية. [الارشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٢١٥]
أما ما ورد فيهم فقد روى ابن طاووس (رحمه الله) عن كعب نقلاً عن كتاب الفتن لنعيم ما يشير إلى خروجهم إلى سرة الشام [سرة الشام هي دمشق كما ذكر ذلك نعيم في كتاب الفتن: ص١٦١]
قال: حدثنا نعيم، حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن كعب، قال: إذا دارت رحى بني العباس، وربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام، ويهلك الله لهم الأصعب ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم حتى لا يبقى أموي منهم إلّا هارب ومختف، ويسقط السعفتان: بنو جعفر وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويخرج البربر إلى سرة الشام، فهو علامة خروج المهدي (عليه السلام). [الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس: ص١٢٤]
ولم يرد في رواياتنا أن (خروج البربر) بهذا العنوان من ضمن علامات الظهور للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إلّا ما قد يستفاد من إطلاق عنوان أهل المغرب عليهم، فقد يُنسب الرجل البربري في رواياتنا إلى المغرب لكونها منطقة سكناه كما قد نجد ذلك في رواية الإمام الباقر (عليه السلام) حينما اشترى حميدة المصفاة [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص٣٠٨]، وعلى هذا الأساس تكون الروايات التي تحدثت عنهم إنما تحدثت بعنوان أهل المغرب أو ما يقترب من هذا المعنى، فقد ربطت بعض الروايات بينهم وبين الأحداث التي ثبت أنها ستقع في الشام قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلّا عن آية من آيات الله. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين، وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق قال لها حرستا فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي (عليه السلام). [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣١٧، ب١٨، ح١٦]
ولا يبعد أن تكون هذه الرايات التي تحدثت عنها الرواية السابقة هي نفسها التي يُعبر عنها في روايات أخرى بحركة المغربي فقد جاء في دلائل الإمامة في حديث ابن مهزيار عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه): يا ابن المهزيار - ومد يده - إلّا أنبئك الخبر؟ أنه إذا قعد الصبي، وتحرك المغربي، وسار العماني، وبويع السفياني يأذن لولي الله، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً. [دلائل الإمامة للطبري الشيعي: ص٢٩٦]
وأورد الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد ما يؤيد هذا المعنى حينما استعرض علامات الظهور فقد قال هناك: وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه للشامات. [الارشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٦٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)