الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لم يرد في أخبارنا ورود عنوان (موت الفجأة) كعلامة من علامات الظهور، وإنما ورد ذلك كعلامة من علامات الساعة، فعن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: قال النبي (صلّى الله عليه واله وسلّم): من أشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجأة. [الكافي للشيخ الكليني: ج٣، ص٢٦١]
جدير بالذكر أن الروايات تحدثت عن ظاهرة موت الفجأة كأثر تكويني ينتج عن تفشي معصية الزنا والعياذ بالله تعالى، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): إذا كثر الزنا بعدي كثر موت الفجأة. [تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص٥١]
وقد عدت بعض الروايات انتشار الزنا من جملة المحرمات التي ستشكل ظاهرة للفساد المجتمعي لعصر ما قبل الظهور المقدس فقد روى الشيخ الصدوق أن محمداً بن مسلم سأل الإمام الباقر (عليه السلام) عن موعد ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فقال (عليه السلام): إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السـروج، وقبلت شهادات الزور، وردت شهادات العدول، واستخف الناس بالدماء، وارتكب الزنا، وأكل الربا. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٣٠]
فيمكن على هذا الأساس استنباط أن ظاهرة موت الفجأة ستكون من أمارات ما قبل الظهور، كما أن الأخبار فسّرت معنى (موت الفجأة) بكل من مات في مرض لم يمهله كثيراً، عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: من مات في أقل من أربعة عشر يوماً كان موته فجأة. [الكافي للشيخ الكليني: ج٣، ص١١٩]
أما بالنسبة لكثرة الموت والقتل فقد عدته روايات عدّة أنه من العلامات التي سوف تسبق ظهوره (عجّل الله فرجه) ويبدو أن الصراعات المحتدمة بين القوى تشير إلى استباحة الدماء بحروبٍ مدمرةٍ وصراعات فتاكة.
عن البزنطي عن الإمام الرضا (عليه السّلام) قال: قُدّام هذا الأمر قتلٌ بَيُوح. قلت: وما البَيُوح؟ قال: دائم لا يفتر. [قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري: ص١٧٠]
وعن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قدام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٥٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)