الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
يظهر من الروايات أن صاحب السفياني هو القائد العسكري الذي يكون على رأس جيش السفياني ويدخل الكوفة، فعن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم! أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع! قلت: ومن صاحب البرقع؟ فقال: رجل منكم يقول بقولكم، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمز بكم رجلاً رجلاً، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٥٠]
والذي يؤيد هذا المعنى أن السفياني يرسل جيشاً من الشام إلى العراق، ويكون تحت إمرة أحد أصحابه، لا أنه يقوده بنفسه. عن الإمام الباقر (عليه السلام): أول أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه، ثم يقتل الأصهب، ثم لا يكون له همة إلا الإقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء فيقتتلون بها فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٨٩]
أما شخصية هذا الرجل وصفاته فليس في رواياتنا ما يشير إليه.
نعم روى ابن حماد في كتابه الفتن ص٨١: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يبعث السفياني على جيش العراق رجلاً من بني حارثة له غديرتان، يقال له نمر (أو قمر) بن عباد، رجلاً جسيماً على مقدمته رجل من قومه قصير أصلع عريض المنكبين.
وعلى هذا البيان لن تكون هناك فاصلة زمنية بين السفياني وصاحبه، لكونه مبعوثاً منه وقائداً على جيشه.
وأما محاولة البعض بإسقاطه على شخصية (الزرقاوي) أو غيره فلا تصح بحال، لا سيما مع ملاحظة رواية الشيخ الطوسي وما تذكره من حيثيات لا تتفق مع طبيعة هذه الشخصيات والمساندين لهم.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)