أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » مدعو المهدوية » (٨٣٦) المراجع ليس لديهم دليل أو رواية واحدة تحث على اتباعهم؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 مدعو المهدوية

الأسئلة والأجوبة (٨٣٦) المراجع ليس لديهم دليل أو رواية واحدة تحث على اتباعهم؟

القسم القسم: مدعو المهدوية السائل السائل: قحطان المشلب الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠١/١٢ المشاهدات المشاهدات: ٢٥٤٧ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

في جوابكم على سؤال رقم (٤٣٤) ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية
وردت العبارة التالية: [ثالثاً: وبغض النظر عن هذا كله فإن مثل تلك الروايات لا يستفاد منها حكم شرعي يلزم اتباعه، فإنها بالتالي ظنية والذي نقطع به هو لزوم اتباع المراجع المأمونين على الدين زمن الغيبة الكبرى، ومنهم يؤخذ الحكم الشرعي حتى في مثل اِتّباع اليماني]
هل يعني كل هذه الروايات ولا زالت الأمور ظنية؟!
والمراجع ليس لديهم دليل أو رواية واحدة تحث على اتباعهم وأنتم توجبون اتباعهم؟ ألا ترون بأنها مخالفة للعدالة؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
يختلف الملاك في الرجوع للمراجع عن ملاك الرجوع والاقتداء باليماني.. فالرجوع للمراجع يبتني على توفر صفات خاصة في شخصياتهم، فيكون المدار على تلك الصفات وجوداً وعدماً، من قبيل العدالة والفقاهة، أو كما ذكرتها رواية الإمام العسكري (عليه السلام): فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم. [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج٢، ص٢٦٣]
وحتى لو لم ترد هذه الروايات الشريفة لكان يكفينا العقل - والذي هو حجة باطنة - دليلاً على ضرورة رجوع الجاهل إلى المتصف بصفة العلم والخبرة، وهذا طبع عقلائي سيال في كل الأمم والمجتمعات، أقرّه أهل البيت (عليهم السلام) لشيعتهم في العديد من الروايات.
وأما الرجوع لليماني وأتباعه والاهتداء بهديه فهو أمر مختلف تماماً عن طبيعة الرجوع للمراجع، لأن الروايات حينما تحدثت عنه تحدثت عن شخصية محددة بذاتها.
ومن هنا نجد أن الروايات لم تتحدث كثيراً عن صفاته، إلا من جهة عامة يمكن أن تشترك معه في ذلك عدة شخصيات، من قبيل أنه يدعو لصاحبكم أو أنه من اليمن أو أنه قائد عسكري، وهذه الصفات في طبيعتها هي صفات غير منحصرة فيه عقلاً، ولذا فيها قابلية الاختراق والادّعاء، كحال شخصية المهدي عند السنة، فهي شخصية قابلة للالتباس والخلط، لأن رواياتهم في الغالب تحدثت عن صفاته العامة، ولذا كثر عندهم ادّعاء المهدوية على خلاف شخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الفكر الشيعي، فإن العلامات والصفات التي أعطتها روايات أهل البيت (عليهم السلام) لشخصيته جعلت الامر عسيراً على المدّعين ولذا فسرعان ما يفتضح المدعي عندنا لذلك، وإذا كان الأمر كذلك - أعني أن اليماني شخصية محددة- سيأتي الكلام في طبيعة تشخصيه وتحديده.
فهل يمكن أن نلتزم ونتبع كل مدّعٍ يدعي أنه اليماني؟!
بطبيعة الحال لا يمكن ذلك، فإن اّدعاء المناصب الغيبية من الربوبية إلى الإمامة مروراً بالنبوة والرسالة هو أمر متعارف عند الدجالين على طول خط التأريخ.
فلا بد أن يخضع هذا التشخيص والتحديد للموازيين العلمية الدقيقة، ولا يكون بيد البسطاء وعموم الناس، فإن إمكانية خداعهم والتغرير بهم ظاهرة تكررت عبر التاريخ كثيراً، باعتبار أن عواطف هؤلاء في الغالب تتأثر بالمفاهيم النظرية للعقائد، دون النظر والتدقيق في مصاديقها الخارجية، فقد يؤمنون بوجود الاله والخالق ولكنهم يُخدَعون في تحديد مصداق ذلك الاله، كما نجد ذلك واضحاً عند بني إسرائيل، فقد آمنوا باله موسى (عليه السلام) إيماناً كاملاً على المستوى النظري، ولكن السامري استطاع أن يخدعهم في مصداق ذلك الإله وأغواهم بعبادة العجل، وقال لهم ﴿هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى﴾ فعبدوه من دون الله تعالى، ولم تعد تشفع لهم عاطفتهم ومحبتهم للإله وبحثهم عنه من أن يقعوا في الكفر والضلال بسبب السامري وأصحابه.
وهذا الأمر قد يحصل عند بعض المحسوبين على التشيع أيضاً، فإن انجذابهم لأهل البيت (عليهم السلام) ومحبتهم لهم ولكل ما يرتبط بهم قد تدفع هذا البعض من دون وعي وإدراك للوقوع في مهاوي الضلال والانحراف من حيث لا يشعرون، ضرورة أن الادّعاء وحده لا يشكل دليلاً على صدق الدعوى ما لم يقترن بالأدلة القاطعة والواضحة التي لا تقبل التأويل أو التشكيك، ولذا نجد أن الله تعالى ذكر أن في القرآن الكريم متشابهات قابلة للاختراق من قبل مرضى القلوب، وللثبات على الجادة والسلامة لابد من اعتماد الدليل المحكم الواضح في تشخيص كل ما يرتبط بتلك العقيدة، فقبل أن أسال عن نصرة اليماني أو عدم نصرته أو حرمة الالتواء عليه أو جوازه، ينبغي أن أسال عن كيفية تعيينه وتحديده.
والجواب لهذا التساؤل إنما يؤخذ من أهل العلم والمعرفة ممن أمضوا كل حياتهم في الدفاع عن الدين والشريعة، وليس من الطارئين والعابرين الذين تتحكم فيهم العواطف والخيالات، والذين تصوروا أن تحديد مصاديق الحقائق يمكن أن يتم من خلال الرؤى والأحلام، غير آخذين بنظر الاعتبار المعايير والمقاييس التي وضعها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لمعرفة الحق من الباطل، فقد روى الشيخ الكليني في الكافي: ج٣، ص٤٨٣، في حديث معتبر لمّا قيل له إن تشريع الأذان تم في رؤيا منامية رآها أبي بن كعب فقال (عليه السلام): كذبوا، إن دين الله (عزَّ وجل) أعز من أن يُرى في المنام.
فاذا كان حكم شرعي بمستوى السنن المستحبة لا الواجبة لا يمكن أن يُنال بذلك، فكيف بعلامة وأمارة كاليماني يراد لها أن تشير إلى أعظم مشروع سماوي في الأرض ولدولته تعالى بإمامة من افترض الله تعالى طاعته على جميع الخلق، وليحقق الوعد الالهي وآمال جميع الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام).
عن الإمام الباقر (عليه السلام): فإن أمركم ليس به خفاء، ألا إنها آية من الله (عزَّ وجل) ليست من الناس، ألا إنها أضوء من الشمس لا يخفى على بر، ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنه كالصبح ليس به خفاء. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٠٧]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016