(٨٢٨) هل الخضر وزير للإمام المهدي (عليهما السلام)؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بين أيدينا رواية تصف الخضر (عليه السلام) بأنه وزير الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبهذا العنوان، وإنما تفسيرنا له باعتبار أن هذا الوصف يمكن استنباطه من خلال القرائن وما ذكرته الروايات من دوره مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في غيبته الكبرى، فقد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٩٠و ٣٩١، ما روي في الخضر (عليه السلام) ح٤]
فإذا علمنا أن الدولة المهدوية هي دولة الله تعالى في أرضه، وإنجاح هذا المشروع متفرع عن حمل التكاليف الثقيلة الملقاة على عاتق الإمام (عجّل الله فرجه) وبمعونة أنصاره وأوليائه، وإنما تناط تلك المسؤوليات بكل أحد بحسب مؤهلاته واستعداده، يمكن القول: إن الخضر (عليه السلام) سيقوم بدور كبير في عصر الظهور، الأمر الذي يصحح اجتهاداً توصيفه بأنه من وزراء الإمام (عجّل الله فرجه)، باعتبار إن الوزير إنما سمي وزيراً لما يتحمله من أثقال المسؤولية، وقد يؤيد هذا المعنى ما رواه الشعراني عن ابن عربي في توصيفه للإمام المهدي (عجّل الله فرجه): أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية يمشي الخضر بين يديه. [ينظر المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) للشيخ الكوراني: ص٢٦٣]
ومن المناسب أن نشير إلى أن الروايات الشريفة ذكرت إن هناك وزيراً للإمام (عجّل الله فرجه) ولكن لم تسمه بشكل واضح من طرقنا وإنما ذكرت بعض روايات العامة توصيف النبي عيسى (عليه السلام) بذلك، كالذي رواه نعيم بن حماد في كتابه الفتن عن كعب الأحبار أن عيسى (عليه السلام) يقول (إنما بعثتُ وزيراُ لا أميراً) [الفتن لنعيم بن حماد المروزي: ص٣٤٧]، وكذلك ما رواه البحراني في كتابه غاية المرام ج٧، ص٩٣، عن عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عيسى (عليه السلام) هو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، والتعبير عن النبي عيسى (عليه السلام) بأنه الوزير الأيمن مشعر بتعدد الوزراء للإمام (عجّل الله فرجه) حينذاك، فقد يكون الخضر (عليه السلام) منهم، وفي كل الأحوال يبقى هذا الوصف له مبتني على الاجتهاد من قراءة النصوص والقرائن مع التسليم بعدم وجود رواية تنص على ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)