الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
كثرة القتل والهلاك في آخر الزمان مما تظافرت به الروايات وسجلته المصادر المعتبرة والأحاديث التي أشارت لذلك منها المعتبر والضعيف، فمن الروايات المعتبرة ما رواه النعماني، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٨٢]
وما رواه الطوسي في كتابه الغيبة عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس. فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٣٩]
وأمّا علة هذا الهلاك الكثير، فقد ذكرت الروايات له عدة أسباب كالحروب أو الأمراض، فقد روى الصدوق في كتابه كمال الدين عن الإمام الصادق (عليه السلام): قدام القائم موتتان: موت أحمر وموت أبيض حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٥٥]
ولابد من الالتفات أن هذه الأحداث المستقبلية مما تخضع لعنصر البداء والمحو والإثبات والتقديم والتأخير والزيادة والنقصان، فيكون كل منها ناظر إلى تحقق شرط أو عدم تحققه، ولا تؤخذ بشكل حتمي مقطوع بوقوعه، ولا معنى لحمل هذه الروايات بعد صراحتها على التأويل الذي يبتعد بنا عن مداليلها.
على أن في التاريخ شواهد كثيرة لأوبئة وأمراض ومعارك وحروب أهلكت الكثير من البشر والناس، فطاعون (جستنيان) قضى على نصف سكان العالم تقريباً في القرن السادس الميلادي ومثله أو أقل منه الطاعون الدملي في القرن الرابع عشر ميلادي في أوربا وما زال خبراء الصحة وعلماء الاجتماع يتخوفون من تكرار هذه المآسي بسبب بعض الفيروسات الفتاكة أو الحروب النووية، نسأل الله تعالى العافية لجميع الناس والصلاح.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)