الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي تحدثت عن هذه النار رويت في مصادر العامة والخاصة مع اختلاف بينهما فيما يتبع حصول تلك النار، فالذي جاء من طرقنا ما رواه النعماني عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا رأيتم ناراً من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (عليهم السلام) إن شاء الله (عزَّ وجلَّ) إن الله عزيز حكيم. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٦٣]
وما رواه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إذا رأيتم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس، وهي قدام القائم (عليه السلام) بقليل. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٧٦]
وأمّا ما جاء عن العامة فقد رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم عموداً أحمر قبل المشرق في رمضان، فادخروا طعام سنتكم، فإنها سنة جوع. [المعجم الأوسط للطبراني: ج١، ص١١٩]
وكذلك ما رواه نعيم بن حماد عن خالد بن معدان، قال: إنه ستبدو آية عموداً من نار يطلع من قبل المشرق يراه أهل الأرض كلهم، فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة. [الفتن لنعيم بن حماد المروزي: ص١٣٢]
وكما هو واضح فإن الروايات التي وردت من طرقنا أشارت إلى قرب الفرج بعد تحقق هذه العلامة بخلاف روايات العامة فإنها حذرت من حصول مجاعة عامة تستدعي ادِّخار الطعام لسنة كاملة، وقد يبدو من هذا التغاير بين الطائفتين من الروايات هو تعدد الحدث واختلافه، إلّا أن الذي يقرب وحدتهما ما رواه النعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام): لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٥٩]
وهي تشير إلى حصول مجاعة أيضاً قبل ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) ويمكن أن نفهم على ضوء ذلك عدم وجود تنافي بين الروايات السابقة (الخاصة والعامة) وإنما كل منهما أشارت إلى جهة معينة سوف تترتب تبعاً لظهور تلك النار.
وأمّا جهة المشرق وما المقصود منها فلا يمكن تعيينها أكثر من كونها الجهة الشرقية نسبة لمكان الإمام (عجّل الله فرجه) وهو في المدينة المنورة، فقد يكون منطقة معينة في الجزيرة العربية أو الخليج أو ما يلي ذلك.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)