الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
قتل النفس الزكية، هي إحدى علائم ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، والنفس الزكية شخصية من أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) ينطق برسالة الإمام في المسجد الحرام عند صلاة الجمعة، بعدما يرسله الإمام (عجّل الله فرجه) برسالة ليقرأها في الحرم المكي، فيُذبح بين الركن والمقام. وقد دلّت الروايات المتعدِّدة على قرب زمان استشهاد (النفس الزكية) من موعد ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بل وحددتها بخمس عشر ليلة كما في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلّا خمس عشرة ليلة. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٤٩]
وورد أيضاً عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: قتل نفس حرام في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٣٤]
ومع أن الرواية الثانية لم يرد فيها صراحة ذكر (النفس الزكية) إلّا أن القرائن المتعدِّدة تشير إلى اتِّحاد الشخصية المذكورة في هذه الرواية مع (النفس الزكية) الواردة في الأخبار، فإن معنى النفس الحرام هي النفس المؤمنة الزكية التي يحرم قتلها والتعدي عليها مضافاً إلى أن القتل سيكون في زمن حرام، وهو شهر (ذي الحجة) وفي مكان حرام وهو ما دلّت عليه الروايات في مكة وبين الركن والمقام، وأمّا القرينة الرابعة فتحديد الزمن بخمس عشر ليلة أيضاً وكل ذلك يتناسب مع الرواية السابقة التي وردت عن الإمام الصادق (عليه السلام).
وعلى ضوء كل ما تقدم سيكون واضحاً أن ما ذكرتموه من الفاصلة الزمنية بين خروج الإمام (عجّل الله فرجه) وقتل النفس الزكية بستة شهور غير صحيح ولم يرد فيه خبر ولا رواية.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)