الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية التي ذكرت أن السفياني يُقتل في خسف البيداء رواها العامة في مصادرهم، فقد نقل الحاكم النيسابوري في مستدركه عن أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم. [المستدرك على الصحيحين للحكام النيسابوري: ج٤، ص٥٢٠]
وأمّا مصادرنا فقد ذكرت أن هناك معركة فاصلة بين جيش الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين جيش السفياني، والتي تقع بعد الخسف الذي يُهلِك جيشه الذي أرسله إلى مكة.
فقد روى العياشي في تفسيره عن الإمام الباقر (عليه السلام): ثم يأتي - أي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - الكوفة... (إلى أنْ يقول): حتى يأتي العذراء هو ومن معه، وقد لحق به ناس كثير، والسفياني يومئذٍ بوادي الرملة حتى إذا التقوا، وهو يوم الأبدال يخرج أُناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد (عليهم السلام)، ويخرج أُناس كانوا مع آل محمد (عليهم السلام) إلى السفياني، فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم، ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويقتل يومئذٍ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر. [تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج١، ص٦٦]
وكذلك ما رواه المجلسي في البحار عن الإمام الباقر (عليه السلام): إذا بلغ السفياني أن القائم قد توجه إليه من ناحية الكوفة، يتجرد بخيله حتى يلقى القائم، فيخرج فيقول: أخرجوا إلى ابن عمي، فيخرج عليه السفياني فيكلمه القائم (عليه السلام)، فيجيء السفياني فيبايعه ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له: ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت، فيقولون له: قبَّح الله رأيك بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً، فيستقبله فيقاتله، ثم يمسون تلك الليلة، ثم يصبحون للقائم (عليه السلام) بالحرب، فيقتتلون يومهم ذلك. ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم، فيقتلونهم حتى يفنوهم، حتى أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة، فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله، فيقتله، قال: فتشبع السباع والطيور من لحومهم، فيقيم بها القائم (عليه السلام) ما شاء. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٨٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)