الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إن كان المقصود من معرفة ذات الإمام (عجّل الله فرجه) تشخصيه وتمييزه باسمه واسم أبيه ومعرفة صفاته وسجاياه فهذا ممكن، بل ومن الواجبات التي لابد منها ولو بشكل إجمالي، لدخالتها في لزوم ما يعتقده المؤمن وكمال إيمانه، ولا يخفى أن لمعرفتهم (عليهم السلام) مراتب ودرجات تتفاوت بحسب استعداد كل واحد من المؤمنين، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) بيان الحد الأدنى مما يمكن أن يُعرف به الإمام بقوله: وأدنى معرفة الإمام أنه عِدل النبي إلّا درجة النبوة ووارثه، وإن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله، والتسليم له في كل أمر، والرد إليه، والأخذ بقوله، ويعلم أن الإمام بعد رسول الله (صّلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم من بعدي موسى ابني ثم من بعده ولده علي وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسن. [كفاية الأثر للخزاز القمي: ص٢٦٣]
وإن كان المقصود منها معرفة سر الإمامة وحقيقة ذاته الملكوتية فهذه من المعارف التي طويت عن أفهام ومدارك الإنسان، ولا سبيل لذلك إلّا لمن ارتضاه تعالى من أهل العصمة والسر، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته، فإن الله (عزَّ وجل) قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢٦، ص٢]
وورد كذلك في حديث الإمام الرضا (عليه السلام): فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام... ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وخسئت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألباء وكلّت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء عن وصف شأن من شؤونه وفضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٢٠١]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)