دراسة وثائقية عن الإمام المنتظر عليه السلام
تأليف: رحيم حسين مبارك
الفهرس
المقدمة
١ ـ حديث الثقلين
٢ ـ حديث (أهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض)
٣ ـ حديث (إنّ الأرض لا تخلو من حُجّة)
٤ ـ حديث (مَن مات ولم يَعرِف إمام زمانه ماتّ مِيتةً جاهليّة)
٥ ـ أحاديث (الخلفاء اثنا عشر)
عالميّة الاعتقاد بالمهديّ المنتظر عليه السّلام
مَن صرّح بتواتر أحاديث المهدي عليه السّلام
مَن صرّح بصحّة أحاديث المهدي عليه السّلام طائفة من أعلام أهل السنّة
ولادة الإمام المهدي عليه السّلام
شهادة علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي عليه السّلام
شهادات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي عليه السّلام
مَن هو الإمام المهدي عليه السّلام؟
المهدي من بني هاشم
المهدي من أهل البيت عليهم السّلام
المهدي من ولْد عليّ عليه السّلام
المهدي من وُلد فاطمة عليها السّلام
المهدي من وُلد الحسين عليه السّلام
النسب الكامل
بعض العوامل التي أفضت إلى غيبته عليه السّلام
١ ـ الضغوط العباسيّة الخانقة
٢ ـ عدم بيعته عليه السّلام لظالم
٣ ـ الامتحان والاختبار
٤ ـ الغيبة من أسرار الله عزّ وجلّ
الانتفاع من الإمام في الغَيبة
من الفوائد التي تتعلّق بالأمة من غيبة الإمام عليه السّلام
١ ـ الاحتجاب التدريجي
٢ ـ اتّخاذ الوكلاء
٣ ـ اتّخاذ أسلوب المراسلة
علماء أهل السنّة الذين ذكروا غيبة الإمام المهدي عليه السّلام
بحث تاريخي في الغيبة
الأوضاع السياسيّة التي عاصرت الغيبة
تفشّي الظلم في عصر الإمامين العسكريين عليهما السّلام
موقف الحكّام العبّاسيين من القضايا الدينيّة
الإمام العسكريّ عليه السّلام وشبهة تناقض القرآن
شهادة الإمام الحسن العسكري
النوّاب الأربعة في عصر الغيبة الصغرى
الغيبة الكبرى للإمام المنتظر عليه السّلام
الإمام المهدي عليه السّلام يحضر المواسم مع شيعته
المنع من التوقيت
فضيلة انتظار الفَرَج
علامات الظهور
ظهور اليماني
الصيحة من السماء
قَتلُ النفسِ الزكيّة
الخسف بالبيداء
ظهور كفٍّ من السماء
ظهور نار من قِبل المشرق
الدجّال
خروج الدابّة
طلوع نجم من المشرق
كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر واحد
نزول عيسى بن مريم عليه السّلام
أوصاف الإمام المهدي عليه السّلام أنّه أجلى الجبين أقنى الأنف
وجهه كأنّه كوكب دُرّيّ، في خدّه الأيمن خال
أنّه عليه السّلام ابن أربعين سنة
سيرة الإمام المهديّ عليه السّلام كرمه وعدله
زُهده عليه السّلام
ما بعد الظهور فيض البركة والنِّعم
ظهور الدِّين
الأُلفة وزوال الإحن والعداوة
إشراق الأرض بنور الله تعالى
الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهدي عليه السّلام
الإمام المهدي عليه السّلام المحطة الأخيرة في خطّ الإمامة تمثّل حياة الإمام المهدي الحجّة بن الحسن العسكريّ عليه السّلام الحلقة الأخيرة من حلقات الإمامة، والمحطّة الموعودة التي بشّر اللهُ ورسولُه بها، وبشّر بها الأئمّة المعصومون الواحد تلو الآخر، المحطّة التي ستحطّ قافلة البشرية المكدودة المتعَبة رِحالها عندها، فتنعم بعد مشاقّ طويلة وعناء مُرّ بظِلال واحته الوسيعة الوارفة، وتسعد في أفياء عدله، وتهنأ في بهجتها برأفته ولطفه.
دَعُونا الآن ـ أيّها الأصدقاء ـ نتعرّف على شيء من البشارات التي دلّتنا على حقيقة استمرار خطّ الإمامة، والتي تدلّ ضِمناً على وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ثمّ نعرّج على موضوع الأحاديث التي تحدّثت عن البشارة به، وعن ولادته المباركة، وصفاته الكريمة، وغيبته، وغير ذلك من الأمور التي تتعلّق بشخصه الشريف.
١ ـ حديث الثقلين
روى علماء المسلمين عن عدد كبير من الصحابة، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال (إنّي تاركٌ فيكم الثقلَين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعِترتي أهل بيتي، فانظْروا كيف تَخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيَّ الحوض).(١)
وروى علماء المسلمين في قضيّة المباهلة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج للمباهلة وليس معه غير أصحاب الكساء: عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، وهو يقول (اللهمّ هؤلاء أهلي).(٢)
ورووا مثل ذلك في آية التطهير(٣)، كما رووا أنّه صلّى الله عليه وآله كان يقف على باب فاطمة عليها السّلام صباح كلّ يوم إلى تسعة أشهر وهو يقرأ (إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عنكمُ الرِّجْسَ أهلَ البيت ويُطهِّركم تطهيراً).(٤)
وفي تصريح النبيّ صلّى الله عليه وآله بأنّ القرآن والعترة لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض دليل واضح على استمرار خطّ الإمامة، وعلى وجود إمام من أهل البيت عليهم السّلام يُماثل استمرار وجوده استمرار وجود القرآن الكريم.
قال ابن حجر: وفي أحاديث التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهّل منهم للتمسّك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض.(٥)
٢ ـ حديث (أهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض)
روى علماء المسلمين عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: النجوم أمانٌ لأهل السماء، وأهلُ بيتي أمانٌ لأهل الأرض، فإذا ذَهَبت النجومُ ذَهَب أهلُ السماء، وإذا ذَهَب أهلُ بيتي ذَهَب أهلُ الأرض.(٦)
وفي هذا إشارة إلى دوام الدنيا بدوام أهل البيت عليهم السّلام، وقد أشار علماء أهل السنّة إلى هذا الأمر في ذيل قوله تعالى (وما كانَ اللهُ لِيُعذِّبَهُم وأنتَ فيهم)(٧) وقالوا إنّ الله عزّوجلّ ألحقَ وجودَ أهل بيت النبيّ في الأُمّة بوجوده صلّى الله عليه وآله، وجعلهم أماناً للأُمّة لِما سبق من قوله صلّى الله عليه وآله فيهم (اللهمّ إنّهم منّي وأنا منهم)، وقوله صلّى الله عليه وآله في فاطمة عليها السّلام إنّها بضعة منه، وفي عليّ عليه السّلام إنّه كنفسه، وفي الحسنَين عليهما السّلام إنّهما منه، وقوله في الحسين عليه السّلام: حسينٌ مني وأنا من حُسين.(٨)
٣ ـ حديث (إنّ الأرض لا تخلو من حُجّة)
وردت أحاديث كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، احتجّ بها علماء الطرفين(٩) في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، فقد رُوي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال في نهج البلاغة ـ في حديث طويل ـ (اللهمّ بَلى، لا تخلو الأرضُ مِن قائمٍ لله بحُجّة)(١٠)، ورُوي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال (ما زالت الأرض إلاّ ولله فيها حُجّة يُعرِّف الحلالَ والحرام، ويدعو الناس إلى سبيل الله)(١١)، وسئل الإمام الرضا عليه السّلام: هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لا.(١٢)
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: لو أنّ الإمام رُفع من الأرض ساعةً لَساخَت الأرضُ بأهلها، وماجَت كما يموجُ البحرُ بأهله.(١٣)
ناهيك عن الأحاديث الكثيرة التي رُويت عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام في أنّه لو لم يبقَ في الأرض إلاّ اثنان، لَكانَ أحدَهما الحجّة.(١٤)
وتشير هذه الأحاديث بأجمعها إلى ضرورة وجود إمامٍ في كلّ زمان يقتدي به الناس ويجعلونه حُجّة بينهم وبين ربّهم، وذلك (لئلاّ يكونَ للناسِ علَى الله حَجّة)(١٥)، و(لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عن بيّنةٍ ويَحيىَ مَن حَيَّ عن بيّنة)(١٦) و(قُل فللهِ الحجّة البالغة).(١٧)
٤ ـ حديث (مَن مات ولم يَعرِف إمام زمانه ماتّ مِيتةً جاهليّة)
روى علماء المسلمين عامة في آُمّهات كتب الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: (مَن ماتَ ولم يَعرِف إمامَ زمانه، فقد ماتَ مِيتةً جاهليّة).(١٨)
وورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة تتّفق في معنى واحد، وهو وجوب معرفة الإمام الحقّ على كلّ مسلم ومسلمة، وإلاّ فإنّ مصيره يُنذر بنهاية مهولة.
ولا ريب في أنّ الإمام الذي مَن لا يعرفه يموت مِيتةً جاهليّة هو الإمام الحقّ؛ لأنّ معرفة السلطان أو الحاكم أو المَلِك الفاسق الظالم ـ إذا فُرض كَونه مصداقاً للإمام في الحديث ـ ليس من الدِّين، فضلاً عن انتفاء الثمرة من معرفة مثل هذا الإمام مِن قِبل الفرد المسلم.
وفي الحديث دلالة على استمرار وجود الإمام الحقّ في كلّ زمان، وعدم خلوّ عصرٍ ما منه، وهذا لا يتمّ إلاّ بالقول بوجود الإمام المهدي عليه السّلام الذي وردت الرواية أنّه حقّ وأنّه مِن وُلدِ فاطمة عليها السّلام، كما سيأتي.
٥ ـ أحاديث (الخلفاء اثنا عشر)
روى علماء المسلمين ـ ومن جملتهم البخاري ومُسلم ـ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه بَشَّر أُمّته بالأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام، حيث رَوَوا أنّه قال صلّى الله عليه وآله: لا يزالُ الدِّين قائماً حتّى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفةً كلُّهم من قُريش)(١٩)، وفي حديث آخر (يكون اثنا عشر أميراً كلُّهم من قُريش).(٢٠)
كما رووا أنّ ابن مسعود سئل: يا أبا عبدالرحمن، هل سألتُم رسولَ الله صلّى الله عليه وآله كم يَملِك هذه الأُمّةَ مِن خليفة؟ فقال: نعم، ولقد سألنا رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: اثنا عشر كعِدّة نُقباء بني إسرائيل).(٢١)
وفي الحديث الأخير إشارة إلى قوله تعالى: (ولقد أخَذَ اللهُ ميثاقَ بني إسرائيلَ وبَعَثنا مِنهمُ اثنَي عَشَرَ نَقيباً)(٢٢)، حيث بيّن النبيّ صلّى الله عليه وآله في أحاديث أُخرى أنّ هذه الأمّة ستقتفي أثرَ السالفة ـ خاصّة بني إسرائيل ـ حتّى لو دخل أولئكم جُحرَ ضَبّ، لَدخَلَتْه هذه الأُمّة.(٢٣)
وقد فطن العلماء إلى هذه السُّنّة الإلهيّة، فأورد بعضهم ـ كما فعل ابن كثير الدمشقي في تفسيره ـ أحاديث (الأئمّة آثنا عشر كلّهم من قريش) في ذيل هذه الآية الكريمة، ثمّ عقّب على ذلك بقوله (والظاهر أن منهم (من الخلفاء الاثني عشر) المهديّ المُبشَّر به في الأحاديث الواردة بذِكره.(٢٤)
ومن الجليّ ـ أيّها الأصدقاء ـ أنّ المصداق الوحيد للأئمّة (الخلفاء) الاثني عشر المبشّر بهم هم أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، والمهديّ المنتظر عليه السّلام منهم.
كما أنّ من البديهيّ بمكان أن النبيّ صلّى الله عليه وآله إنّما أراد الاستخلاف والإمرة باستحقاق(٢٥)، وحاشاه أن يقصد بذلك مَن تلاعَبَ بالدِّين واستخفّ بمقدّرات الأمّة.(٢٦)
يُضاف إلى ذلك أنّ هذه الأحاديث تفترض عدم خلوّ الزمان من الآثني عشر إماماً، وأنّه لابدّ من وجود أحدهم ما بقي الدين إلى أن تقوم الساعة.
ولا يخفى أن حديث (الخلفاء اثنا عشر) قد سبق التسلسلَ التاريخيَّ للأئمّة عليهم السّلام، فكان تعبيراً عن حقيقة ربّانية نطق بها مَن لا ينطق عن الهوى.
وقد وردت أحاديث أخرى نقلها علماء المسلمين في النصّ على هؤلاء الخلفاء (الأئمّة) بأسمائهم، ابتداءً بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وانتهاء بالمهديّ: محمّد بن الحسن العسكريّ عليهما السّلام(٢٧)، كما رووا عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، المهديّ منّا أئمّة الهُدى أم مِن غيرِنا؟ قال: بل منّا، بنا يُختَم الدين كما بنا فُتِح.(٢٨)
فكرة مجيء المصلح والمنقذ فكرة مقدّسة وعالميّة الأديان الثلاثة والبشائر بالمهدي عليه السّلام آمن أهل الأديان الثلاثة: اليهودية، النصرانية، وخاتم الأديان: الإسلام... بظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان؛ فقد آمن اليهود بمجيء المنقذ الذي يخرج في آخر الزمان، فيُقيم ما فسد من أخلاق الناس، ويُصلح ما غيّرته القوانين والأنظمة البشرية من طباع المجتمع.
كما آمن النصارى بعودةِ عيسى عليه السّلام وجاءت بذلك البشارة في أناجيلهم(٢٩)، فوافقوا بذلك العقيدةَ الإسلاميّة في عودة عيسى عليه السّلام، الذي أخبر رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في أحاديث كثيرة عن عودته، وأنّه سيقتدي في صلاته بالإمام المهدي عليه السّلام، ويُعينه على أداء مهمّته العظمى في نشر العدل في أرجاء البسيطة.
عالميّة الاعتقاد بالمهديّ المنتظر عليه السّلام
لم يقتصر الإيمان بالمنقذ على أتباع الأديان السماويّة الثلاثة، بل شاركهم في ذلك الزرادشتيّون الذين ينتظرون عودة بهرام شاه، والهنود الذين يعتقدون بعودة فيشنو، والمجوس الذين يؤمنون بحياة أُشيدر، والبوذيّون الذين ينتظرون ظهور بوذا.(٣٠)
كما نجد التصريح من مفكرّي الغرب وفلاسفته بأنّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزِمام الأمور، ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد.(٣١)
الاتفاق بين المسلمين على أصل قضيّة المهدي عليه السّلام لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الأمّة مهديّاً، وأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد أخبر به وبشَّر به وذكر له أسماء وصفات وألقاباً، وبيّن أنّ المهدي من أهل بيته، وأنّه يملأ الأرض عدلاً، وأنّه يخرج مع عيسى عليه السّلام، وأنّه يؤمّ هذه الأمّة ويصلّي عيسى خلفه.
والروايات الواردة في كتب الحديث في هذا الموضوع تفوق حدّ التواتر، وقد ألّف علماء المسلمين في قضيّة المهدي المنتظر عليه السّلام كتباً خاصّة(٣٢)، وعدّوا الإيمان بالمهديّ من ضرورات الدِّين، خاصّة بعد أن رَوَوا عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: مَن شكّ في المهديّ فقد كفر.(٣٣)
مَن صرّح بتواتر أحاديث المهدي عليه السّلام
صرّح علماء المسلمين من أهل الدراية وذوي الاختصاص بعلوم الحديث بتواتر أحاديث المهدي عليه السّلام الواردة في كتب أهل السنة، من هؤلاء العلماء:
١ ـ البربهاري شيخ الحنابلة في عصره (ت ٣٢٩ هـ).(٣٤)
٢ ـ محمّد بن الحسين الآبري الشافعي (ت ٣٦٣ هـ).(٣٥)
٣ ـ القرطبي المالكي (ت ٦٧١ هـ).(٣٦)
٤ ـ الحافظ جمال الدين المِزّي (ت ٧٤٢ هـ).(٣٧)
٥ ـ ابن القيّم (ت ٧٥١ هـ).(٣٨)
٦ ـ ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ).(٣٩)
٧ ـ شمس الدين السَّخاوي (ت ٩٠٢ هـ).(٤٠)
٨ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ).(٤١)
٩ ـ ابن حجر الهيثمي (ت ٩٧٤ هـ).(٤٢)
١٠ ـ المتقي الهندي (ت ٩٧٥ هـ).(٤٣)
١١ ـ محمد رسول البرزنچي (ت ١١٠٣ هـ).(٤٤)
١٢ ـ الشيخ السفاريني الحنبلي (ت ١١٨٨ هـ).(٤٥)
١٣ ـ الشيخ محمّد علي الصبّان (ت ١٢٠٦ هـ).(٤٦)
١٤ ـ الشوكاني (ت ١٢٥٠ هـ).(٤٧)
١٥ ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت ١٢٩١ هـ).(٤٨)
١٦ ـ أحمد زيني دحلان مفتي الشافعيّة (ت ١٣٠٤ هـ).(٤٩)
١٧ ـ محمد صدّيق القنوجي البخاري (ت ١٣٠٧ هـ).(٥٠)
وسوى هؤلاء كثير، وقد تتبّعهم بعض الباحثين ابتداءً من القرن الثالث الهجري إلى وقتنا الحاضر.(٥١)
مَن صرّح بصحّة أحاديث المهدي عليه السّلام طائفة من أعلام أهل السنّة، منهم:
١ ـ الحافظ الترمذي صاحب الصحيح (ت ٢٩٧ هـ).(٥٢)
٢ ـ الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت ٣٢٢ هـ).(٥٣)
٣ ـ الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك (ت ٤٠٥ هـ).(٥٤)
٤ ـ البيهقيّ صاحب السنن الكبرى (ت ٤٥٨ هـ).(٥٥)
٥ ـ الفرّاء البغوي، صاحب مصابيح السنّة (ت ٥١٠ هـ).(٥٦)
٦ ـ ابن الأثير الجزري، صاحب النهاية (ت ٦٠٦ هـ).(٥٧)
٧ ـ القرطبي المالكي (ت ٦٧١ هـ).(٥٨)
٨ ـ ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ).(٥٩)
٩ ـ الحافظ شمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨ هـ).(٦٠)
١٠ ـ الحافظ الكنجي الشافعي (ت ٦٥٨ هـ).(٦١)
١١ ـ الحافظ ابن القيم (ت ٧٥١ هـ).(٦٢)
١٢ ـ الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ).(٦٣)
١٣ ـ نور الدين الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ).(٦٤)
١٤ ـ الحافظ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ).(٦٥)
١٥ ـ ناصر الدين الألباني، (من المعاصرين).(٦٦)
ولادة الإمام المهدي عليه السّلام
إنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود إنّما تَثبُت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وإن لم يَرَه أحد قطّ غيرهما، فكيف وقد شهد جماعة من الثقات أهل الفضل والورع والفقه أنّ الإمام الحسن العسكري عليه السّلام قد آذَنَهم بولادة ابنه المهدي عليه السّلام، وشهد المئات على رؤيته، فقد شاهده بعضهم في سنّ الطفولة، ورآه بعضهم يافعاً، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه(٦٧)، وظهر على يديه من الكرامات ما عرفه المقرّبون إليه، وصَدَرَت عنه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأقوال مشهورة وكلمات مأثورة.
كما صدرت عنه بواسطة سفرائه الموثوقين المعروفين إخباراتٌ غيبيّة وتوجيهات لشيعته.
ونلاحظ أن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ـ كما هو شأنه ـ قد سلك سبيل الحكمة في المحافظة على حياة ولده الذي أعدّه الله تعالى لمهمّة خطيرة، فكتم أمره عن السلطة الحاكمة وعمّن لا يُؤتمن على مثل هذا السرّ العظيم، وأعلن أمره ـ في المقابل ـ لشيعته والمقرّبين إليه والمؤتمَنين لديه، حتّى أنّه عقّ عن ولده بعقيقة وأمر بتفريق لحمها على المؤمنين، مُعلِماً إيّاهم أنّها عقيقة عن ابنه محمّد المهديّ(٦٨)، حتّى أنّ بعضهم دخل على الإمام الحسن العسكري عليه السّلام فهنّأه بولادة ابنه القائم عليه السّلام.(٦٩)
يُضاف إلى ذلك أنّ بعض الجواري والإماء ممّن كُنّ في بيت الإمام العسكريّ عليه السّلام قد شاهدن الإمام المهدي عليه السّلام، وكذا الخَدَم من أمثال: طريف الخادم، وأبي الأديان الخادم، وأبي غانم الخادم، وعقيد الخادم، ونسيم ومارية، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السّلام، وجارية أبي عليّ الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكريّ عليه السّلام.(٧٠)
كما أنّ هناك روايات كثيرة صريحة برؤية السفراء الأربعة ـ كلٌّ في زمان وكالته ـ للإمام المهدي عليه السّلام، وكثير منها بمحضرٍ من الشيعة، وشهادة وكلاء المهدي عليه السّلام.(٧١)
ومَن وقف على معجزاته عليه السّلام برؤيته ـ لا سيّما أنّهم من بلدان شتى وبأعداد من الكثرة ـ يمتنع معها اتّفاقهم على الكذب، ناهيك عن شهادة القابلة بولادة الإمام المهدي عليه السّلام، وهي السيّدة حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد عليه السّلام التي تولّت أمر نرجس أُمِّ الإمام المهدي عليه السّلام في ساعة الولادة، وصرّحت بمشاهدة الحجّة بعد مولده(٧٢)، وساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة، منهن جارية أبي عليّ الخيزراني.(٧٣)
شهادة علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي عليه السّلام
سجّل الكثير من علماء أهل السنّة اعترافات ضافية بولادة الإمام المهدي عليه السّلام، ونقتصر في هذه العجالة على ذكر أسماء بعضهم، ونُحيل الراغب في المزيد على المصادر التي استقرأت هذه الاعترافات في بحوث خاصّة(٧٤):
١ ـ ابن الأثير الجزري، عزّالدين (ت ٦٣٠ هـ) في كتابه (الكامل في التاريخ).(٧٥)
٢ ـ ابن الخشّاب البغدادي المؤرّخ (ت ٦٤٣ هـ) في (تاريخ مواليد الأئمّة).(٧٦)
٣ ـ محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ) في (مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول).(٧٧)
٤ ـ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت ٦٥٨ هـ) في (البيان في أخبار صاحب الزمان).(٧٨)
٥ ـ ابن خلِّكان (ت ٦٨١ هـ) في (وفيات الأعيان).(٧٩)
٦ ـ شمس الدين الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في كتبه: (العبَر)، و(تاريخ دول الإسلام)، و(سير أعلام النبلاء).(٨٠)
٧ ـ ابن الوردي (ت ٧٤٩ هـ) في ذيل تتمّة المختصر، المعروف بـ (تاريخ ابن الوردي).(٨١)
٨ ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت ٨٥٥ هـ) في (الفصول المهمّة).(٨٢)
٩ ـ عبدالوهّاب الشعراني (ت ٩٧٣ هـ) في (اليواقيت والجواهر).(٨٣)
١٠ ـ ابن حجر الهيثمي الشافعي (ت ٩٧٤ هـ) في (الصواعق المحرقة).(٨٤)
١١ ـ الشبراوي الشافعي (ت ١١٧١ هـ) في (الإتحاف بحبّ الأشراف).(٨٥)
١٢ ـ القندوزي الحنفي (ت ١٢٩٣ هـ) في (ينابيع المودّة)(٨٦).(٨٧)
١٣ ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت ١٣٠٨ هـ) في (نور الأبصار).
١٤ ـ خير الدين الزركلي (ت ١٣٩٦ هـ) في كتابه (الأعلام).(٨٨)
شهادات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي عليه السّلام
وردت جملة من اعترافات علماء الأنساب بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام، نورد بعضها من باب تأكيد الحجّة، ضرورة لزوم الرجوع في كلّ علم إلى أهله:
١ ـ النسّابة الشهير أبو نصر البُخاري، من أعلام القرن الرابع الهجري، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة ٣٢٩ هـ.(٨٩)
٢ ـ السيّد العمري النسّابة، من أعلام القرن الخامس الهجري.(٩٠)
٣ ـ الفخر الرازي الشافعي (ت ٦٠٦ هـ).(٩١)
٤ ـ المَروزي الأزورقاني (المتوفى بعد سنة ٦١٤ هـ).(٩٢)
٥ ـ السيّد جمال الدين أحمد بن عليّ الحسيني (ابن عنبة) (ت ٨٢٨ هـ).(٩٣)
٦ ـ السيّد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصَّنعاني، من أعلام القرن ١١، وهو نسّابة زيدي.(٩٤)
٧ ـ محمّد أمين السُّوَيدي (ت ١٢٤٦ هـ).(٩٥)
٨ ـ محمّد ويس الحيدري السوري (معاصر).(٩٦)
تصريح علماء أهل السنّة بأنّ المهدي هو ابن الإمام العسكري عليهما السّلام صرّح جمع كبير من العلماء والمحدّثين من أهل السنّة بخصوص كون المهدي الموعود ظهورُه في آخر الزمان إنّما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السّلام وهو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، ومن أشهرهم:
١ ـ أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري (ت ٢٧٩ هـ).
٢ ـ أبو بكر البيهقي (ت ٤٥٨ هـ)، في (البعث والنشور).
٣ ـ ابن الخشّاب (ت ٥٦٧ هـ)، في (تاريخ مواليد الأئمّة).
٤ ـ محيي الدين بن عربي (ت ٦٣٨ هـ)، في (الفتوحات المكّيّة).
٥ ـ محمد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ)، في (مطالب السَّؤول).
٦ ـ سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت ٦٥٤ هـ)، في (تذكرة الخواصّ).
٧ ـ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت ٦٥٨ هـ)، في (البيان).
٨ ـ عمر بن الوردي المؤرّخ (ت ٧٤٩ هـ)، في (تاريخ ابن الوردي).
٩ ـ صلاح الدين الصفدي (ت ٧٦٤ هـ)، في (شرح الدائرة).
١٠ ـ شمس الدين ابن الجزري (٨٣٣ هـ).
١١ ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت ٨٥٥ هـ)، في (الفصول المهمّة).
١٢ ـ جلال الدين السيوطي (ت ٩١١ هـ)، في (العَرف الوردي).
١٣ ـ شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرّخ دمشق (ت ٩٥٣ هـ)، في (الأئمّة الاثنا عشر).
١٤ ـ عبدالوهاب الشعراني (ت ٩٧٣ هـ)، في (اليواقيت والجواهر).
١٥ ـ ابن حجر الهيثمي (ت ٩٧٤ هـ)، في (الصواعق المحرقة).
١٦ ـ علي القاري الهروي (ت ١٠١٣ هـ)، في (المشرب الوردي في مذهب المهدي).
١٧ ـ أحمد بن يوسف القرماني الحنفي (ت ١٠١٩ هـ)، في (تاريخ الدول).
مَن شاهد الإمام المهدي عليه السّلام في حياة الإمام العسكري عليه السّلام وبعد وفاته شهد عدد كبير من أصحاب الإمام العسكري عليه السّلام وأبيه الهادي عليه السّلام برؤيتهم للإمام المهدي عليه السّلام في حياة أبيه العسكري عليه السّلام وبإذنٍ منه، كما شهد آخرون منهم برؤية المهدي عليه السّلام بعد وفاة أبيه العسكري عليه السّلام.
وسوف نقتصر على ما ذكره مشايخ الشيعة المتقدّمون، من أمثال الكُليني (ت ٣٢٩ هـ) المعاصر للغيبة الصغرى (التي بدأت سنة ٢٦٠ هـ وانتهت سنة ٣٢٩ هـ)، والشيخ الصدوق (ت ٣٨١ هـ) الذي عاصر عشرين عاماً من الغيبة الصغرى، والشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ)، والشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ)، دون ما ذكره سواهم؛ رعاية للاختصار، فمِن الذين رُويَ أنّهم شاهدوا الإمام المهدي عليه السّلام: ١ ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد العَمري، السفير الأوّل للإمام المهدي عليه السّلام في الغيبة الصغرى.
٢ ـ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العَمري، السفير الثاني له عليه السّلام.
٣ ـ أبو القاسم الحسين بن روح، السفير الثالث له عليه السّلام.
٤ ـ أبو الحسن عليّ بن محمّد السَّمَري، السفير الرابع له عليه السّلام.
٥ ـ السيّدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السّلام.
٦ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
٧ ـ أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري.
٨ ـ أحمد بن محمّد بن المطهّر، من ولد العبّاس.
٩ ـ إسماعيل بن علي النوبختي.
١٠ ـ عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
١١ ـ كامل بن إبراهيم المدني.
١٢ ـ محمد بن إسماعيل بن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام.
١٣ ـ علاّن الكليني.
١٤ ـ أبو محمّد الحسن بن وَجْناء النَّصيبي.
١٥ ـ أبو أحمد إبراهيم بن إدريس.
١٦ ـ إبراهيم بن عبدة النيسابوري.
١٧ ـ إبراهيم بن محمّد التبريزي.
١٨ ـ سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري.
١٩ ـ علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني.
٢٠ ـ السيّد محمّد بن القاسم العلوي العقيقي.
هذا غيضٌ من فَيض، ويمكن للراغب في المزيد أن يرجع إلى المصادر التي تحدّثت بتفصيل أكثر.(٩٧)
مَن هو الإمام المهدي عليه السّلام؟
تناقل علماء المسلمين أحاديث كثيرة متواترة وصحيحة في أمر المهدي المنتظر عليه السّلام، حيث رَوَوا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وأهل بيته وصحابته أحاديث جمّة تُعرّف بالمهدي المنتظر، بما لا يُبقي مجالاً للشكّ في اسمه ونسبه، إضافة إلى عدد كبير من الروايات التي تتحدّث عن صفاته وسيرته، ممّا يقرّبنا إلى حدٍّ ما للتعرّف على تلك الشخصيّة التاريخيّة الفريدة، ويفضح ـ إلى حدّ كبير ـ دعاة المهدويّة المزيّفين الذين حاولوا ـ دونما طائل ـ ادّعاء المهدويّة، وجهدوا عبثاً في اقناع الناس بمهدويّتهم، وسنتحدّث في هذا المجال لاحقاً.
المهدي من بني هاشم
روى ابن حمّاد المروزي في كتابه الفتن والحاكم في المستدرك، والمقدسي الشافعي في عقد الدرر عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب، قال: قلتُ لسعيد بن المسيّب: المهدي حقّ؟ قال: حقّ.
قلتُ: ممّن؟ قال: من كِنانة.
قلتُ: ثمّ ممّن؟ قال: من قريش.
قلتُ: ثمّ ممّن؟ قال: من بني هاشم ـ الحديث.(٩٨)
ومن الجليّ أن كلّ هاشمي هو من قريش، وكلّ قرشيّ هو من كِنانة، لأنّ قريشاً هو النَّضر بن كِنانة باتّفاق أهل الأنساب.
المهدي من أهل البيت عليهم السّلام
١ ـ روى أحمد في مسنده، وأبو داود في سنُنه، والترمذي في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، والبَغَوي في مصابيح السنّة.
وسواهم، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: لا تنقضي الأيّام، ولا يذهب الدهر، حتّى يَملِكَ العربَ رجلٌ من أهل بيتي يُواطئ اسمُه اسمي.(٩٩)
٢ ـ وروى ابن أبي شيبة في المصنّف، وأحمد في المسند، وأبو داود في سننه، عن عليّ عليه السّلام، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: لَو لَم يَبقَ من الدنيا إلاّ يوم، لَبعثَ اللهُ فيه رجُلاً من أهل بيتي.(١٠٠)
وأشار الطبرسي في مجمع البيان إلى اتّفاق المسلمين من الشيعة والسنّة على روايته.(١٠١)
٣ ـ روى أحمد في مسنده، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، وأبو نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء، عن أبي سعيد الخُدري، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: لا تقوم الساعة حتّى تمتلئ الأرض ظلماً وجَوراً، ثمّ يخرج رجلٌ من عترتي ـ أو من أهل بيتي ـ يملأها قِسطاً وعدلاً.(١٠٢)
٤ ـ روى البخاري في تاريخه، وابن حمّاد في الفتن، والمتقي الهندي في البرهان، عن عليّ عليه السّلام، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: المهديّ منّا أهل البيت.(١٠٣)
المهدي من ولْد عليّ عليه السّلام
١ ـ روى الطبراني في المعجم الأوسط، والهثيمي في مجمع الزوائد، والسيوطي في العَرف الوردي، وابن حجر في الفتاوي الحديثية، والمتقي الهندي في البرهان، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أخذ بيد العبّاس بن عبد المطلب وبيد عليّ بن أبي طالب، فقال: سيخرج من صُلب هذا (يعني العبّاس) حتّى يملأ الأرض جوراً وظُلماً، سيخرج من صُلب هذا حتّى يملأ الأرض عدلاً وقِسطاً، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي، فإنّه يُقبل من المشرق، وهو صاحب راية المهدي.(١٠٤)
٢ ـ روى ابن حمّاد في الفتن، والطبراني في المعجم الأوسط، والكنجي الشافعي في البيان، والشافعي السلمي في عقد الدرر، وابن حجر في الصواعق، عن عليّ عليه السّلام أنّه قال للنبيّ صلّى الله عليه وآله: أمِنّا المهديّ أم مِن غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منّا، بنا يَختِم اللهُ كما بنا فَتَح، وبنا يُستنقَذون من الشِّرك، وبنا يُؤلّف اللهُ بين قلوبهم بعد عداوة بيّنة، كما بنا ألّف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك.(١٠٥)
٣ ـ روى الحمويني في فرائد السِّمطَين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إنّ أوصيائي وحُجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر، أوّلهم أخي وآخرهم ولَدي.
قيل: يا رسول الله، مَن أخوك؟ قال: عليّ.
قيل: مَن ولَدك؟ قال: المهديّ الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جَوراً وظلماً ـ الحديث.(١٠٦)
٤ ـ وروى الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إنّ عليّاً إمام أُمّتي مِن بعدي، ومِن ولده القائم المنتظر الذي إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً وقِسطاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.
والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الثابثين على القَول بإمامته في زمان غيبته لأعزُّ من الكبريت الأحمر ـ الحديث(١٠٧)
المهدي من وُلد فاطمة عليها السّلام
١ ـ روى البخاري في تاريخه، وأبو داود السجستاني في سُننه، وابن ماجة في سننه، والحاكم في المستدرك، والطبراني في المعجم الكبير، عن أمّ سَلَمة، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: المهديّ حقّ، وهو من وُلد فاطمة.(١٠٨)
وقد أخرج هذا الحديث أربعةٌ من علماء أهل السنّة عن صحيح مسلم(١٠٩)، واعترف آخرون بصحّته وجَودة اسناده، بل وصرّح بعضهم بتواتره.(١١٠)
٢ ـ روى الطبراني في المعجم الصغير، وابن المغازلي في المناقب، والكنجي الشافعي في البيان، والحمويني في فرائد السمطين عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السّلام: نبيُّنا خير الأنبياء وهو أبوكِ، وشهيدُنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة، ومنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك جعفر، ومنّا سبطا هذه الأمّة: الحسن والحسين وهما ابناكِ، ومنّا المهديّ.(١١١)
٣ ـ روى أبو الفرج الإصفهاني في مَقاتل الطالبيّين، وابن مَنظور في مختصر تاريخ دمشق، عن فاطمة عليها السّلام، وروى الشافعي السلمي في عقد الدرر، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى كلاهما عن الحسين عليه السّلام، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السّلام: المهديّ من وُلدكِ.(١١٢)
ونُلاحظ أن هذه الروايات قد أخرجت من دائرة المهديّ المنتظر أمثالَ محمّد بن الحنفيّة الذي يمكن أن تشمله الروايات السابقة باعتباره من ولد أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
وفي صدور هذه الروايات من رسول الله صلّى الله عليه وآله من الحكمة البالغة ما لا يخفى.
المهدي من وُلد الحسين عليه السّلام
١ ـ روى الكنجي الشافعي في البيان، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن أبي سعيد الخُدري ـ في حديث ـ أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السّلام: يا فاطمة، إنّا أهل بيتٍ أُعطينا سِتَّ خِصال لم يُعطَها أحدٌ من الأوّلين، ولا يُدركها أحد من الآخِرين غيرنا أهل البيت: نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوكِ، ووصيُّنا خير الأوصياء وهو بَعلُك، وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عمّ أبيك، ومنّا سبطا هذه الأُمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهديُّ الأُمّة الذي يصلّي عيسى خلفه.
ثمّ ضرب على مَنكِب الحسين عليه السّلام فقال: مِن هذا مهديّ الأُمّة.
قال الكنجي: هكذا أخرجه الدارقطني صاحب (الجرح والتعديل).(١١٣)
٢ ـ روى ابن حمّاد في الفتن عن عبدالله بن عمرو، قال: يخرج رجل من ولد الحسين، لو استَقبَلَتْه الجبالُ الرواسي لَهدّها واتّخذ فيها طُرُقاً.(١١٤)
٣ ـ وروى ابن حماد عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، قال: يخرج رجل من ولد حسين، اسمُه اسمُ نبيّكم، يَفرَح بخروجه أهلُ السماء والأرض ـ الحديث.(١١٥)
٤ ـ وروى المقدسي الشافعي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال لجابر بن يزيد الجُعفي: يا جابر، إلْزَمِ الأرضَ ولا تُحرِّك يداً ولا رِجلاً حتّى ترى علاماتٍ أذكرُها لك...
(إلى أن يقول:) والمهديُّ ـ يا جابر ـ رجلٌ من وُلد الحسين، يُصلح الله له أمرَه في ليلةٍ واحدة.(١١٦)
٥ ـ وروى ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة، أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام ذكر المهديّ وقال: إنّه من ولد الحسين عليه السّلام.(١١٧)
٦ ـ روى الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السّلام، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن سلمان الفارسي، قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وإنّ الحسين بن عليّ على فخذه وهو يُقبّل عينَيه ويلثم فاه، وهو يقول: أنت سيّد بن سيّد أخو سيّد، أنت إمام بن إمام أخو إمام، أنت حجّة أبو حجّة، وأنت أبو حُجج تسعة تاسعهم قائمُهم.(١١٨)
٧ ـ وروى الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، والهمداني في مودّة القربى، عن ابن عباس، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعةٌ من ولْد الحسين مطهَّرون معصومون.(١١٩)
٨ ـ وروى القندوزي في ينابيع المودّة عن الحسين عليه السّلام، أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الله اختار من صُلبك يا حسينُ تسعةَ أئمّة، تاسعهم قائمهم.(١٢٠)
النسب الكامل
صدرت عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وعن الأئمّة المعصومين عليهم السّلام روايات كثيرة تشخّص المراد بالأئمّة الاثني عشر، وتوضح من هو الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام بما لا يبقى معه مكان للشكّ فيه عليه السّلام.
ومن تلك الأحاديث ما يذكر الأئمّة بأسمائهم بالتسلسل، ومنها ما يتحدّث عن نسبة الإمام المهدي عليه السّلام إلى الأئمّة ككُلّ ـ كالحديث الوارد في أنّه عليه السّلام آخر الأئمّة ـ أو نسبته إلى إمامٍ معيّن منهم ـ كالحديث الوارد في أنّ المهدي عليه السّلام هو التاسع من ولد الحسين عليه السّلام، أو الرابع من ولد الرضا عليه السّلام.
ونورد فيما يلي بعض هذه الأحاديث:
١ ـ روى الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السّلام، والحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن أبي سلمى راعي رسول الله صلّى الله عليه وآله، روى فيه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله حديثاً عن إسرائه صلّى الله عليه وآله جاء فيه أن الله تعالى خاطبه: انظُر إلى يمين العرش! قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: فنظرتُ، فإذا عليّ وفاطمة، والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ، ومحمّد المهديّ بن الحسن كأنّه كوكب دُرّيّ.
وقال تعالى: يا محمّد، هؤلاء حُجَجي على عبادي، وهم أوصياؤك، والمهديّ منهم الثائر مِن قاتل عترتك.
وعزّتي وجلالي إنّه المنتقم من أعدائي، والمُمِدّ لأوليائي.(١٢١)
٢ ـ وروى القندوزي في ينابيع المودّة عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا جابر، إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين مِن بعدي: أوّلهم عليّ، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف بالباقر ـ وستدركه يا جابر، فإذا لقيتَه فأقرئه منّي السّلام ـ ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ القائم، اسمُه اسمي وكُنيته كنيتي: محمّد بن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارقَ الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غَيبة لا يَثُبت على القول بإمامته إلاّ مَن امتحن اللهُ قلبَه للإيمان ـ الحديث بطوله.(١٢٢)
وقد سبق أن نوّهنا بأنّ المصداق الوحيد المقبول لأُطروحة الأئمّة (أو الخلفاء) الاثني عشر الذين بشّر بهم النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم يتمثّل في أئمّة الهدى عليهم السّلام، والمهدي عليه السّلام منهم.
٣ ـ روى الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين عليه السّلام، والحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن سلمان الفارسي، أن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال للحسين عليه السّلام: أنت سيّد بن سيّد أخو سيّد، أنت إمام بن إمام أخو إمام، أنت حجّة أبو حجّة، وأنت أبو حُجج تسعة، تاسعهم قائمهم.(١٢٣)
٤ ـ روى الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال: إنّ الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء، يُطهّر الله به الأرض من كلّ جَور وظُلم، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغَيبة، فإذا خرج أشرقت الأرضُ بنور ربّها، ووُضِع ميزانُ العدل بين الناس ـ الحديث.(١٢٤)
٥ ـ وروى الحمويني في فرائد السمطين، والقندوزي في ينابيع المودّة، عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال لدِعبِل الخُزاعي (بعد أن أنشده قصيدة في مدح الأئمّة عليهم السّلام، تطرّق في آخرها إلى الإمام المهدي عليه السّلام): يا دِعبِل: نَطَق روحُ القدس بلسانك، أتعرف مَن هذا الإمام؟ قال دِعبَل، قلت: لا، إلاّ أنّي سمعتُ بخروج إمامٍ منكم يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً.
فقال عليه السّلام: إنّ الإمام بعدي ابني محمّد، وبعد محمّد ابنه عليّ، وبعد عليّ ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم، وهو المنتظَر في غيبته، المُطاع في ظهوره، فيملأ الرض قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً.
وأمّا متّى يقوم، فإخبارٌ عن الوقت، لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: مَثَلُه كمثَلَ الساعة لا تأتيكم إلاّ بَغتةً.(١٢٥)
٦ ـ روى ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة، والقندوزي في ينابيع المودّة عن الإمام الرضا عليه السّلام قال: الخَلَف الصالح من ولد الحسن بن عليّ العسكريّ هو صاحب الزمان، وهو المهديّ سلام الله عليهم.(١٢٦)
غَيبة الإمام المهدي عليه السّلام الغَيبة سُنّة فَعَلها بعضُ الأنبياء عليهم السّلام الغَيبة ليست بِدعةً في تاريخ البشريّة، فقد فعلها أنبياء الله تعالى وأولياؤه لمصلحةٍ وأسرارٍ نعلم بعضها، ولا نهتدي إلى بعضها الآخر.
اتّفق علماء المسلمين أنّ الخضر عليه السّلام موجود منذ عهد النبيّ موسى عليه السّلام إلى وقتنا هذا، لا يعرف أحد مستقرّه، ولا نعرف عنه إلاّ ما جاء به القرآن من قصّته مع موسى عليه السّلام، وقد جمع الخضر بين الغَيبة والعُمر الطويل لمصلحةٍ اقتضاها التدبير الإلهيّ.
هرب موسى عليه السّلام من وطنه، وتَخفّى مدّة من الزمن فلم يظفر به فرعون ورهطه، حتّى بعثه الله عزّ وجلّ نبيّاً، فعاد إلى وطنه ودعاهم إلى عبادة الله تعالى، فعرفه الوليّ والعدوّ.
وغاب يوسف عليه السّلام عن أبيه وإخوته، حتّى أنّ إخوته كانوا يدخلون عليه ويكلّمونه ويكلّمهم دون أن يعرفوا أنّه أخوهم، ثمّ كشف الله أمره بعد كرّ السنين والأعوام.
وغاب أهل الكهف واستتروا عن قومهم فراراً، بدينهم، بل صرّح القرآن الكريم بأنّهم رقدوا في الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، تُقلّبهم يد القدرة الإلهيّة، وتتزاور عن كهفهم الشمس، ثمّ أحياهم الله الخبير بحكمته فعادوا إلى قومهم، وقصّتهم مشهورة في ذلك.
وغاب عُزَير عن قومه بعد أن أماته الله تعالى مائة عام ـ كما في القرآن الكريم ـ ثمّ بعثه الله عزّ وجلّ دون أن يتغيّر طعامه وشرابه!
وغاب عيسى عليه السّلام عن قومه بعد أن رفعه الله تعالى إليه وقد كاد أعداؤه يقتلونه، ووعدت الروايات المتواترة عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه سينزل عند ظهور المهديّ عليه السّلام، فيُعينه في مهمّته الكبيرة في إرساء دعائم العدل الشامل.
وشاءت المشيئة الإلهيّة لخاتم الأوصياء: المهديّ عليه السّلام أن يَغيب، حتّى يُظهره الله تعالى في اليوم الموعود، ليجري على يديه الوعد الذي قطعه للمؤمنين، بأنّه سيستخلفهم في الأرض ويُمكنّنّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلّنهم من بعد خوفهم أمناً.
سرّ الغيبة لقد غاب بعض أنبياء الله وأوليائه لمصلحة وأسرار نستبين بعضها، على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الكريمة، ونجهل بعضها الآخر، فلماذا غاب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي ادّخره الله تعالى لمهمة نشر العدل والقسط في ربوع البسيطة؟ إنّ استقراءً سريعاً للظروف التي سبقت غيبة الإمام عليه السّلام وعاصرتها من شأنه أن يجلّي لنا
بعض العوامل التي أفضت إلى غيبته عليه السّلام:
١ ـ الضغوط العباسيّة الخانقة
أمعن بنو العبّاس منذ تولّيهم زمام السلطة في ظلم العلويين وإرهاقهم، ولاحقوهم وسجنوهم وقتلوهم تحت كلّ حجر ومدر، حتّى منعوا الناس من زيارة قبر الإمام الحسين عليه السّلام وهدموه وحرثوا أرضه وأجرَوا عليه الماء ليعفوا أثره، وفي ذلك يقول الشاعر: تاللهِ إن كانت أُميّةُ قد أتَتقَتلَ ابنِ بنتِ نبيِّها مظلوما فلقد أتاهُ بنو أبيهِ بمِثلها هذا لَعَمرُكَ قبرُهُ مهدوما أسِفوا أن لا يكونوا شاركوا في قتلهِ..
فتتبّعوه رَميما!(١٢٧) حتّى أن المتوكّل أمر بسَلّ لسان العالِم الشهير ابن السِّكّيت ـ مؤدّب ولدَيه المعتزّ والمؤيّد ـ حين سأله: مَن أحبّ إليك: وَلَداي المعتزّ والمؤيد أم الحسن والحسين؟ فقال ابن السكّيت: قنبر ـ يعني خادمَ أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام ـ خيرٌ منهما.(١٢٨)
وبلغت حال العلويّين في المدينة من البؤس حدّاً لم يُعهد له مثيل، فقد روى أبو الفرج الإصفهاني أنّ القميص يومذاك يكون بين جماعة من العلويّات يُصلّين فيه الواحدة بعد الواحدة، ثمّ يرقّعنه ويجلسن على مغازلهنّ عواري حواسر(١٢٩)..
وفي مثل هذه الظروف العصيبة كانت ولادة الإمام المهدي عليه السّلام، وحياة أبيه الحسن العسكري عليه السّلام وهي ظروف وُضع فيها أئمّة أهل البيت وأشياعهم المؤمنون في الحصار السلطوي تحت الرقابة المشدّدة، ومخبرو السلطة يتلصّصون في كل مكان لنقل أخبار أهل البيت عليهم السّلام، ويترصّدون مولد الإمام الثاني عشر الموعود المنتظر.
٢ ـ عدم بيعته عليه السّلام لظالم
روي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه سُئل عن علّة غيبة الإمام المهدي عليه السّلام، فقال: لئلاّ يكون في عُنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف.(١٣٠)
وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قيل له: إنّا نرجو أن تكون صاحبَ هذا الأمر...
فقال: ما مِنّا أحد اختلفت الكُتُب إليه وأُشير إليه بالأصابع وسُئل عن المسائل وحُملت إليه الأموال إلاّ اغتيل...
حتّى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منّا خفيّ المولد والمنشأ، غير خفيّ في نَسَبه.(١٣١)
٣ ـ الامتحان والاختبار
جرت سُنّة الله تعالى في عباده في امتحانهم وابتلائهم، ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون، وغيبة الإمام عليه السّلام من موارد الامتحان، فلا يؤمن بها إلاّ من خَلُص إيمانُه وصدّق بما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمّة الهداة من آله عليهم السّلام.
روي عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّه قال: أمَا واللهِ لَيغيبَنّ إمامُكم شيئاً من دهركم، ولتُمحّصُنّ ـ الحديث.(١٣٢)
وروي عن الإمام الكاظم عليه السّلام أنّه قال: إذا فُقد الخامس من ولد السابع، فاللهَ اللهَ في أديانكم لا يزيلنّكم عنها، فإنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر مَن كان يقول به، إنّما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلْقَه ـ الحديث.(١٣٣)
٤ ـ الغيبة من أسرار الله عزّ وجلّ
تبقى الحكمة في الغيبة من أسرار الله تعالى التي لم يُطْلع عليها أحداً من الخلق، وقد أبقى الله عزّ وجلّ أشخاصاً في هذا العالم أحياءً أطول بكثير ممّا انقضى من حياة الإمام المهدي عليه السّلام، وذلك لحِكم وأسرار لا نهتدي إليها بأجمعها، لكننا ـ على كلّ حال ـ نؤمن بها إيماناً قطعيّاً.
ونحن ـ بصفتنا مسلمين ـ نؤمن بأنّ الله تعالى لا يفعل شيئاً عبثاً، ونؤمن أيضاً بمغيَّبَات كثيرة قامت عليها البراهين المتينة من العقل والنقل.
ربّما يدور في الأذهان سؤال، وهو: ما مدى الانتفاع من وجود الإمام المهدي عليه السّلام إذا كان غائباً مستوراً؟ وقد سُئل الإمام الصادق عليه السّلام: كيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب.(١٣٤)
ومن الفوائد التي تتعلّق بالأمة من غيبة الإمام عليه السّلام:
١ ـ أنّ ظهور الإمام عليه السّلام لمّا وُصف بأنّه سيكون بغتةً، مَثَله كمَثَل الساعة، فإنّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى الاستقامة على الشريعة، والالتزام بأوامرها ونواهيها.
٢ ـ أنّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون في (حالة استعداد)، من حيث التهيّؤ للانضمام إلى جيش الإمام المهدي عليه السّلام، والاستعداد للتضحية في سبيل إقامة شرع الله تعالى وبسط حكومته الإلهيّة في كلّ الأرض.
٣ ـ أنّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن للنهوض بمسؤوليّته في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
٤ ـ أنّ الاُمّة التي تعيش الاعتقاد بالمهدي الحيّ الموجود تعيش حالة الشعور بالكرامة والعزّة، فلا تذلّ لجبروت الطغاة، وتأنف من الذلّ والهوان، وتستصغِر قوى الاستكبار، مترقّبة لظهوره المظفّر في كلّ ساعة.
٥ ـ تحصيل الثواب والأجر على الانتظار، وقد مرّ أنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة.(١٣٥)
يُضاف إلى هذه الثمرات فوائد أخرى يكتسبها المعتقِد بظهور الإمام المهديّ عليه السّلام في آخرته، منها تصحيح اعتقاده بعدل الله تعالى ورأفته بهذه الأمّة التي لم يتركها الله سدىً ينتهبها اليأس ويفتك بها القنوط، دون أن يمدّ لها حبل الرجاء بظهور الدين على كلّ الأرض بقيادة الإمام المهديّ عليه السّلام.
تمهيد الأئمّة عليهم السّلام لغيبة الإمام المهدي عليه السّلام مهّد الإمامان العسكريّان: عليّ بن محمّد الهادي، والحسن بن عليّ العسكري عليهما السّلام لغيبة الإمام المهدي عليه السّلام وتقليل وطء الصدمة التي قد تتعرّض لها قواعد الإمام الشعبيّة.
ومن الأمور التي مهد بها الإمامان العسكريان عليهما السّلام للغيبة ـ سوى الإخبار عن الغيبة الذي سبقهما فيه الأئمّة الآخرون عليهم السّلام ـ ما يلي:
١ ـ الاحتجاب التدريجي
روى المسعودي (أن الإمام الهادي عليه السّلام كان يحتجب عن كثير من مواليه، إلاّ عن عدد قليل من خواصّه، وحين أُفضي الأمر إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام كان يتكلّم من وراء الستار مع الخواصّ وغيرهم، إلاّ في الأوقات التي كان يركب فيها إلى السلطان).(١٣٦)
٢ ـ اتّخاذ الوكلاء
عمل الإمام الهادي عليه السّلام على اتّخاذ الوكلاء، حيث نراه يتّخذ وكلاء يوثّقهم ويمدحهم، ثمّ نجد الإمام العسكري عليه السّلام يوسّع أمر اتّخاد الوكلاء، ونلحظ أن معظم هؤلاء الوكلاء أصبحوا فيما بعد السفراء الأربع للإمام المهدي عليه السّلام.
يروي الشيخ الطوسي أنّ الإمام الهادي عليه السّلام يقول في أبي عمرو عثمان بن سعيد العَمري (الذي أصبح النائب الأول للإمام المهدي عليه السّلام): (هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه).(١٣٧)
ثمّ يروي عن الإمام العسكري عليه السّلام قوله في شأنه: (هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي وثقتي في المحيى والممات، فما قاله لكم فعنّي يقوله، وما أدّى إليكم فعنّي يؤدّيه).(١٣٨)
ويروي عن الإمام العسكريّ عليه السّلام قوله في العَمري وابنه (وهما النائب الأول وابنه النائب الثاني للإمام المهدي عليه السّلام في المستقبل): (العَمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمَعْ لهما وأطِعهما فإنّهما الثقتان المأمونان).(١٣٩)
٣ ـ اتّخاذ أسلوب المراسلة
وهو أسلوب ينسجم مع التمهيد للغيبة، إذ نلحظ أن الإمامين العسكريين عليهما السّلام اتّخذا أسلوب المراسلة بينهما وبين شيعتهما عن طريق الوكلاء، وهو أسلوب سيتّبعه الإمام المهدي عليه السّلام في غيبته الصغرى.(١٤٠)
للإمام المهدي عليه السّلام غيبتان: إحداهما طويلة والأُخرى قصيرة من الخصائص المهمّة التي اتّصف بها المهدي المنتظر عليه السّلام أنّ له غيبة، بل له غيبتان، وهي من الخصائص التي لم يتمكّن أيّ مُدّعٍ من دعاة (المهدويّة) على طول التاريخ أن يدّعيها لنفسه، إضافة إلى الخصائص المميّزة التي يمتاز بها الإمام المهدي عليه السّلام، والتي تحدّثنا عن بعضها ـ كنسبه الشريف ـ ونتحدّث عن بعضها الآخر ـ كسيرته ونعته ـ لاحقاً.
روي عن الإمام الصادق عليه السّلام قوله: للقائم غيبتان: إحداهما طويلة والأخرى قصيرة، فالأُولى يعلم بمكانه فيها خاصّةٌ من شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّةُ مواليه في دِينه.(١٤١)
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: إنّ للقائم غيبتَين، يرجع في إحداهما إلى أهله، والأخرى يقال (هَلَك، في أيِّ وادٍ سَلَك!).
قال الراوي، قلتُ: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: إن ادّعى مُدّعٍ فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مِثلُه.(١٤٢)
وقد سُمّيت الغيبة الأولى للإمام المهدي عليه السّلام بالغيبة الصغرى، نظراً لقصر أمدها قياساً إلى غيبته الثانية (الكبرى) التي ستستمر حتّى يأذن الله تعالى له بالظهور.
علماء أهل السنّة الذين ذكروا غيبة الإمام المهدي عليه السّلام
تحدّث عدد كبير من علماء أهل السنّة ومُحدّثوهم عن غيبة المهدي المنتظر عليه السّلام، وروى بعضهم الأحاديث في غيبته، ونورد هنا أسماء بعض هؤلاء الأعلام:
١ ـ الشافعي السلمي في كتابه (عَقْد الدرر)، حيث روى عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله: يكون لصاحب هذا الأمر ـ يعني المهدي عليه السّلام ـ غيبة في بعض هذه الشِّعاب ـ وأومأ بيده إلى ناحية ذي طُوى ـ الحديث.(١٤٣)
وروى عن الإمام الحسين عليه السّلام قال: لصاحب هذا الأمر ـ يعني المهدي عليه السّلام ـ غيبتان، إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم (مات!)، وبعضهم (قُتِل!)، وبعضهم (ذَهَب!)، ولا يطّلع على موضعه أحد من وليٍّ ولا غيره، إلاّ المولى الذي يلي أمرَه.(١٤٤)
٢ ـ الحمويني في (فرائد السمطين)، روى عدّة أحاديث في غيبة المهدي عليه السّلام.(١٤٥)
٣ ـ المتّقي الهندي في (البرهان)، روى حديثين في غيبته عليه السّلام.(١٤٦)
٤ ـ الكنجي الشافعي، عقد له في كتابه (البيان) باباً في غيبته (الباب الخامس) روى فيه عدّة أحاديث.(١٤٧)
٥ ـ محمّد بن طلحة الشافعي في (مطالب السَّؤول)، تحدّث عن غيبته عليه السّلام.(١٤٨)
٦ ـ ابن الصبّاغ المالكي في (الفصول المهمّة)، قال: وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأُخرى.(١٤٩)
٧ ـ سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواصّ)، قال: المهدي هو محمّد بن الحسن بن عليّ.
وهو الخلف الحجّة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي، وهو آخر الأئمّة.(١٥٠)
٨ ـ الشعراني في (اليواقيت والجواهر)، قال: وهو من أولاد الإمام حسن العسكري، ومولده عليه السّلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السّلام.(١٥١)
٩ ـ السيّد عباس المكّي في (نزهة الجليس)، ذكر أُرجوزة طويلة في المهدي عليه السّلام، تحدّث فيها عن غيبتَي الإمام: الصغرى والكبرى.(١٥٢)
١٠ ـ أبو الفضل يحيى بن سلامة الخصكفي، في قصيدته المشهورة التي ذكر فيها الأئمّة عليهم السّلام بأسمائهم، وصولاً إلى قوله: الحسن التالي ويتلو تِلوَهُ محمّدُ بن الحسن المفتقَدُ فإنّهم أئمّتي وسادتي وإنْ لَحاني معشرٌ وفَنّدوا.(١٥٣)
١١ ـ القندوزي في (ينابيع المودّة)، نقل عدّة أحاديث في غيبة المهدي عليه السّلام.(١٥٤)
الزمان: وقعت الغيبة الصغرى للإمام المهدي عليه السّلام عند وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السّلام سنة ٢٦٠ هـ، حيث احتجب الإمام المهدي عليه السّلام عن عامّة الناس، إلاّ أنّه كان يلتقي بخيار المؤمنين والصالحين، وانتهت هذه الغيبة بوفاة السفير الرابع من سفرائه عليه السّلام في النصف من شهر شعبان سنة ٣٢٨ هـ.
المكان: أمّا المكان الذي احتجب فيه الإمام عليه السّلام فهو في دار أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السّلام في (سُرَّ مَن رأى = سامرّاء حالياً)، والتي فيها المرقد الطاهر لجثمان جدّه الإمام عليّ الهادي وأبيه الإمام الحسن العسكريّ عليهما السّلام.
الأوضاع السياسيّة التي عاصرت الغيبة
عصر الإرهاب: تزامنت فترة حياة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السّلام مع فترة حالكة من فترات حكم خلفاء بني العبّاس، فقد عاصرا عدداً من أولئك الخلفاء عُرفوا بقسوتهم وعدائهم لأهل البيت عليهم السّلام كالمتوكّل، واشتهروا ـ في المقابل ـ بالفسق والفجور والمجون والهزل، وفسحوا المجال ـ ثالثاً ـ لتدخّل الأتراك الذين أدخلوهم في البلاط للخدمة في شؤون الدولة، حتّى انتهى بهم الأمر إلى السيطرة الكاملة على مقدّرات البلاد.
وينقل لنا ابن الصبّاع المالكي صورة عن الأوضاع التي عاشها الإمام العسكري عليه السّلام فيقول: وكان (الإمام العسكري عليه السّلام) قد أخفى مولدَه (يقصد مولد الإمام المهدي عليه السّلام) وسَتَر أمره؛ لصعوبة الوقت وخوف السلطان وتطلّبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم.(١٥٥)
ويروي لنا ابن شهراشوب أنّ الإمام العسكري عليه السّلام يكتب رسالة إلى وكيله العَمري فيُخفيها في خشبة كأنّها رِجْل باب مُدوَّرة، ثمّ يُرسلها إليها بيد وقّاد الحمّام زيادةً في الاحتياط.(١٥٦)
وكان الشيعة إذا حملوا إلى الإمام العسكري عليه السّلام ما يجب عليهم حمله من الأموال، أرسلوا إلى أبي عمرو (وكيل الإمام عليه السّلام) فيجعله في جراب السَّمن وزِقاقه، ثمّ يحمله إلى الإمام تقيّةً وخوفاً.(١٥٧)
تفشّي الظلم في عصر الإمامين العسكريين عليهما السّلام
أصبحت الدولة العبّاسية ـ وخاصّة في عهد الإمامين العسكريين عليهما السّلام ـ غنيمةً للأجناد الغرباء، وأصبح الوزراء والعمّال يعملون لجمع الأموال، وتقهقر سلطان الحاكم حتّى في قصره وبين غِلمانه وجَواريه.
فتجمّعت تلك الأعباء الثقيلة على رؤوس الرعيّة؛ لأنّ عليهم أن يدفعوا الضرائب الباهضة.(١٥٨)
وأطلق بعض الحكّام ـ كما فعل المستعين العبّاسي المتوفّى سنة ٢٤٩ هـ ـ أيدي أمّهاتهم وخدمهم في بيوت الأموال، وأباحوا لهم فِعل ما يشاؤون، حتّى كان بين رياش أمّ المستعين العبّاسي بساط أنفقت على صنعه ١٣٠ ألف ألف دينار (١٣٠ مليون دينار)! وكان فيه نقوش على أشكال الحيوانات والطيور، أجسادها من الذهب وعيونها من الجواهر!
موقف الحكّام العبّاسيين من القضايا الدينيّة
شجّع بعض خلفاء العباسيين بعض الآراء الفلسفيّة والبحث العقلي في المسائل الدينيّة، فأخذوا ببعض هذه الآراء واضطهدوا المعارضين لها، ومنهم المأمون العبّاسيّ الذي ابتدع مسألة القول بخلق القرآن؛ لإشغال الناس عن النظر فيما يهمّهم من الأمور.
وتابعه المعتصم في بدعته، فأمر المعلّمين أن يعلّموه الصبيان، وقتل عليه جمعاً من العلماء، وتبعه في ذلك الواثق العبّاسي.(١٥٩)
وتفشّى في عصر الإمام الهادي عليه السّلام آراء لقوم من الغلاة، منها قولهم عن قول الله تعالى: (إن الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكر) معناها أن الصلاة رَجُل، فلا سجود ولا ركوع! وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل، لا عدد دراهم ولا إخراج مال، فاستَهْوَوا بهذه الأفكار الممسوخة خلقاً كثيراً، وكتب أحدهم إلى الإمام الهادي يسأله عن آراء هؤلاء، فأجابه الإمام عليه السّلام: ليس هذا ديننا، فاعتزِلْه.(١٦٠)
الإمام العسكريّ عليه السّلام وشبهة تناقض القرآن
ينقل لنا التاريخ أنّ إسحاق الكِندي ـ فيلسوف العراق في زمانه ـ كان قد شرع في تأليف كتاب في تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلك وتفرّد به في منزله، وأنّ الإمام العسكري عليه السّلام التقى يوماً بأحد تلامذة الكندي فقال له الإمام: أما فيكم رجلٌ رشيد يردع أستاذكم الكِندي عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن؟ ثمّ إنّ الإمام عليه السّلام طلب من تلميذ الكِندي أن يذهب إليه فيسأله: ألا يجوز أن يكون الله تعالى قد أراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي ذهب إليها الكندي؟ فذهب تلميذ الكندي وتلطّف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فدعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألّفه.(١٦١)
شهادة الإمام الهادي عليه السّلام على يد أيدي حكّام بني العبّاس استدعى المتوكّل العباسي الإمامَ الهادي عليه السّلام من المدينة إلى سامراء فأبعده عن مدينة جدّه صلّى الله عليه وآله، وأقام الإمام عليه السّلام مدّةَ مقامه بسُرَّ مَن رأى (سامراء) مكرَّماً معظّماً مبجّلاً في ظاهر الحال، والمتوكّل يبتغي له الغوائل في باطن الأمر ـ حسب تعبير اليعقوبي في تاريخه.(١٦٢)
وقد عُرف المتوكّل بشدّة عدائه لأهل البيت عليهم السّلام، حتّى أنّه ضرب رجلاً ألف سوط لأنّه روى حديثاً في فضل محبّة الحسنين وأبيهما وأمّهما عليهم السّلام،(١٦٣) وأعطى لشاعرٍ ولاية البحرين واليمامة لأنّه أنشده شعراً يفضّل فيه بني العباس على وُلد فاطمة عليها السّلام(١٦٤)، وسعى في قتل الإمام الهادي عليه السّلام، فلم يُقدِره الله تعالى على ذلك.(١٦٥)
ثمّ استُشهد الإمام الهادي عليه السّلام بالسمّ على يد المعتزّ بالله، وقد نقل بعض علماء أهل السنّة أمر استشهاده عليه السّلام بالسمّ.(١٦٦)
شهادة الإمام الحسن العسكري
عاصر الإمام العسكري عليه السّلام جزءاً من خلافة المعتزّ، ثمّ خلافة المهدي، واستُشهد عليه السّلام في خلافة المعتمد عن عمر يبلغ ٢٨ عاماً فقط.
وكان المعتمد قد حبس الإمام العسكري عليه السّلام عند عليّ بن جرين، ثمّ عند صالح بن الوصيف الحاجب(١٦٧)، ثمّ عند نحرير (من خدم المعتمد وخاصّته)، وكان الأخير يضيّق على الإمام العسكري عليه السّلام، حتى حلف مرّة أنّه سيرميه بين السباع.(١٦٨)
وقد روى لنا التاريخ كيفيّة استشهاد الإمام العسكري عليه السّلام بالسمّ دون أن يسبق له أن يشكو من علّةٍ ما، ونقل لنا تحرّكات مُريبة لرجال البلاط تُوحي بأنّهم كانوا يتوقّعون وفاته قريباً، ثمّ ينقل لنا أنّ السلطان داهَمَ بيتَ الإمام عليه السّلام وطلب أثر ولدِه.(١٦٩)
هذه لمحة سريعة حول الظروف السياسيّة التي عاصرها الإمامان العسكريّان: عليّ الهادي والحسن العسكري عليهما السّلام، والتي مهّدت لغيبة الإمام المهدي عليه السّلام.
النوّاب الأربعة في عصر الغيبة الصغرى
النيابة الخاصّة: تعتبر النيابة الخاصّة عن الإمام عليه السّلام من المناصب الخطيرة التي تستلزم فيمن يتصدّى لها أن يكون في مستوى رفيع من التقوى والورع والمؤهّلات الأخرى التي يتطلّبها هذا المنصب المهمّ.
النائب الأول: أبو عمرو، عثمان بن سعيد العَمري لُقّب بالسمّان والزيّات، لاتّجاره بالسَّمن والزيت، تغطيةً على نشاطاته.
وقد ذكرنا أنه كان يحمل ما يرسله الشيعة إلى الإمام عليه السّلام في ظروف السمن(١٧٠)، كما ذكرنا أنّ الإمام الهادي عليه السّلام قد وثّقه وامتدحه وأوصى باتّباع قوله، وأنّه قال عنه: (العَمري ثقتي... فاسمَع له وأطِع، فانّه الثقة المأمون)(١٧١)، وأن الإمام العسكري عليه السّلام قد وثّقه أيضاً وأوصى باتّباع قوله وإطاعة أمره.(١٧٢)
تُوفّي العَمري ودُفن في منطقة الرُّصافة ببغداد، وكان الإمام المهدي عليه السّلام قد أمره أن ينصّب ولده محمّد بن عثمان من بعده، ليتولّى الأمور بعد أبيه.
النائب الثاني: أبو جعفر، محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري تولّى محمّد بن عثمان منصب النيابة بعد وفاة أبيه، وتلقّى من الإمام المهدي عليه السّلام رسالة يؤبّن بها أباه الفقيد ويترحّم عليه(١٧٣)، حيث أجمع المؤرّخون على وثاقته وعدالته كما أجمعوا على وثاقة وعدالة أبيه قبله.
وكان الإمام العسكري عليه السّلام قد أوصى بعثمان بن سعيد العمري وابنه، فقال: (العَمري وابنه ثقتان، فما أديّا إليك فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمَعْ لهما وأطِعهما، فإنّهما الثقتان المأمونان).(١٧٤)
ألّف محمد بن عثمان مجموعة من الكتب في الفقه والحديث، التي سمعها من الإمامين الحسن العسكري والمنتظر عليهما السّلام.(١٧٥)
تُوفّي محمّد بن عثمان سنة ٣٠٥ هـ، بعد أن أخبر الشيعة بأنّ النائب من بعده هو الحسين بن رُوح النُّوبَختي.(١٧٦)
النائب الثالث: أبو القاسم، الحسين بن رُوح النّوبَختي كان الحسين بن روح على جانب كبير من التقوى والصلاح، وقد أظهرت مناظراته مع المعاندين قدراتِه العلميّة، حيث كان يقيم البراهين الحاسمة في لغة جزلة، وكان يؤكّد على أنّ ما يقوله ليس من عند نفسه، بل هو مسموع من الحجّة صلوات الله وسلامه عليه.
وكان الحسين بن روح يُؤْثر التقيّة ويلتزم بالكتمان الشديد(١٧٧)، حتّى توفّي سنة ٣٢٦ هـ فدُفن في بغداد (سوق الشورجة حاليّاً).
النائب الرابع: أبو الحسن عليّ بن محمّد السَّمَري وهو آخر نوّاب الإمام المهدي عليه السّلام، وكان الإمام المهدي عليه السّلام قد أمر الحسين بن روح أن يُقيم عليَّ بن محمّد السَّمَري مقامه، وكانت شخصيّته وجلالته أشهر من أن تُذكر.
وقد صدر توقيع من الإمام المهدي عليه السّلام إلى السَّمَري قبل وفاته يخبره فيها أن وفاته قد حانت، ويأمره أن لا يُوصي إلى أحدٍ من بعده، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بإذن الله تعالى ذِكره.(١٧٨)
وكانت وفاة السَّمري (المقارنة لبداية الغيبة الكبرى) سنة ٣٣٩ هـ.(١٧٩)
الغيبة الكبرى للإمام المنتظر عليه السّلام
إلى مَن يفزع المسلمون في عصر الغيبة الكبرى؟ بدأت الغيبة الكبرى للإمام المهدي عليه السّلام بوفاة آخر نوّابه الأربعة: عليّ بن محمّد السمري سنة ٣٣٩ هـ، حيث احتجب الإمام المهدي عليه السّلام عن شيعته، فلا يعلم أحد بمكانه إلاّ المولى الذي يلي أمره.
وقد كتب الإمام المهدي عليه السّلام إلى أحد وجهاء الشيعة (إسحاق بن يعقوب) توقيعاً بيد النائب الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري جاء فيه: (... وأمّا الحوادثُ الواقعة، فارجِعوا فيها إلى رُواةِ حديثنا، فإنّهم حُجّتي عليكم، وأنا حُجّةُ الله عليكم...)(١٨٠)، ففتح الإمام عليه السّلام بهذه الوسيلة لشيعته خطّاً جديداً لتأمين الجوانب الفقهيّة لهم عن طريق العلماء من رواة أحاديث أهل البيت عليهم السّلام.
رعاية الإمام المهدي عليه السّلام لشيعته في عصر الغيبة لا تعني غيبة الإمام المهدي عليه السّلام أنسحابه عليه السّلام عن دور القيادة والتوجيه للمجتمع الإسلامي، إذ أن نظام الإمامة ممتد متّصل ما اتّصل الليل والنهار، لأنّه نظام إلهيّ قائم على أساس العناية واللطف بالعباد، وقد سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله عن انتفاع الناس بالإمام المنتظر عليه السّلام في غيبته، فأجاب صلّى الله عليه وآله: (إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم لَينتَفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن جَلّلها السحاب).(١٨١)
وروي مثل هذا التعبير عن الإمام زين العابدين والإمام الصادق عليهما السّلام.
وقد عبّر الإمام المهدي عليه السّلام عن رعايته لشيعته ولُطفه بهم في رسالة وجّهها إلى الشيخ المفيد، جاء فيها: (إنّا غيرُ مُهمِلينَ لمُراعاتكم، ولا ناسِينَ لذِكركم، ولولا ذلك لَنزلَ بكم اللأواءُ، واصطَلَمكُم الأعداء).(١٨٢)
وفي الرسالة من بيان لطف الإمام عليه السّلام بشيعته ورعايته لهم، ولَفْته أنظارهم إلى حجم المؤمرات التي يحيكها أعداء الإسلام لهم ما لا يخفى.
الإمام المهدي عليه السّلام يحضر المواسم مع شيعته
روى الشيخ الطوسي عن النائب الثاني للإمام المنتظر عليه السّلام: محمّد بن عثمان العَمري أنّه قال: واللهِ، إنّ صاحب هذا الأمر لَيحضر الموسمَ (موسم الحجّ) كلّ سنة، يرى الناس ويعرفهم، ويَرَونه ولا يعرفونه.(١٨٣)
وفي الحديث دلالة على ارتباط الإمام عليه السّلام بشيعته وحضوره بينهم في مواسمهم، إلاّ أنّهم يرونه فلا يعرفونه، أي انّ غيبة الإمام عليه السّلام هي غياب العنوان لا الشخص ـ كما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من لفظ الغيبة.
المنع من التوقيت
وردت عن أئمّة الهُدى عليهم السّلام روايات كثيرة في المنع من التوقيت، فقد رُوي أنّ مهزم الأسديّ دخل على الإمام الصادق عليه السّلام فقال له: أخبِرني جُعِلتُ فداك، متى هذا الأمر الذي تنتظرونه، فقد طال؟! فقال عليه السّلام: يا مهزم! كَذِب الوَقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلِّمون، وإلينا يصيرون.(١٨٤)
وروي أنّ الفُضيل سأل الإمام الباقر عليه السّلام: هل لهذا الأمر وقت؟ فقال عليه السّلام: كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون.(١٨٥)
وروي عن الإمام الرضا عليه السّلام في حديثه المعروف مع دِعبِل الخُزاعي أنّه قال: وأمّا متى يقوم، فإخبارٌ عن الوقت.
لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: مَثَلُه كمثل الساعة لا تأتيكم إلاّ بغتةً.(١٨٦)
ولا يتنافى المنع من التوقيت مع وجود علامات لظهور الإمام المهدي عليه السّلام، فقد وردت أحاديث كثيرة عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام في علامات الظهور سنتعرّض لذكرها لاحقاً.
فضيلة انتظار الفَرَج
انتظار الفَرَج من الأمور التي أدّب الأئمّةُ الأطهار عليهم السّلام شيعتهم عليها.
وانتظار الفَرَج يعني إعدادَ المسلم نفسه وتزكيتَه لها وعمله بما يُقرّبه من الله تعالى، فقد روي عن الإمام الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: (اصبِروا وصابِروا ورابطوا)(١٨٧) قال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوّكم، ورابطوا إمامكم (المنتظَر).(١٨٨)
من هنا وصفَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله الثابتين على القول بإمامة الإمام المهدي عليه السّلام بأنّهم ممّن امتحن اللهُ قلوبَهم للإيمان(١٨٩)، ووصفهم بأنّهم أعزّ من الكبريت الأحمر.(١٩٠)
ووجدنا الإمام الكاظم عليه السّلام يقول: (إذا فُقد الخامس من ولد السابع(١٩١)، فاللّه اللهَ في أديانكم لا يزيلنّكم عنها، فإنّه لابُدّ لصاحب هذا الأمر من غَيبة، حتّى يرجع عن هذا الأمر مَن كان يقول به، إنّما هي محنة من الله يمحتن اللهُ بها خلْقَه) ـ الحديث.(١٩٢)
ووجدنا الإمام الصادق عليه السّلام يصف انتظار الإمام القائم عليه السّلام بأنّه ممّا لا يقبل الله عزّوجّل من العباد عملاً إلاّ به، ثمّ يقول: (مَن سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن ماتَ وقامَ القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر مَن أدركه) ـ الحديث.(١٩٣)
ورد عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام أحاديث تتضمّن علاماتٍ لظهور الإمام المهدي عليه السّلام، ومن هذه العلامات:
١ ـ ظهور السُّفياني.
٢ ـ ظهور اليَماني.
٣ ـ الصيحة من السماء.
٤ ـ قَتلُ النفس الزكيّة.
٥ ـ الخَسف بالبَيداء.
٦ ـ ظهور كفٍّ من السماء.
٧ ـ ظهور نار مِن قِبل المشرق.
٨ ـ الدجّال.
٩ ـ خروج الدابّة.
١٠ ـ طلوع نجم من المشرق.
١١ ـ نزول عيسى بن مريم عليه السّلام.
١٢ ـ كسوف الشمس وخسوف للقمر في شهرٍ واحد.
ظهور السفياني ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام أنّ ظهور السفياني من المحتوم الذي لابدّ من وقوعه(١٩٤)، وأن ظهور الإمام المهدي عليه السّلام سيعقب ظهور السفياني بتسعة أشهر، فيكون ظهورهما في سنة واحدة.(١٩٥)
أما هويّة السفياني ونعته فقد ورد أنّه من ولد أبي سفيان، وأنّه رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جُدَري، بعينه نُكتة بَياض.(١٩٦)
وأشارت الروايات إلى أن خروج السفياني سيكون من وادٍ قريب من دمشق يُدعى بالوادي اليابس(١٩٧)، وأنّه سيتعقّب شيعةَ أمير المؤمنين عليه السّلام في الكوفة(١٩٨)، وأنّه سيُقبل من بلاد الشام منتصراً قد عَلّق الصليبَ في عُنقه(١٩٩)، وأنّ إمارته ستُعقب خروج أهل الغرب إلى مصر(٢٠٠)، وأن ظهوره سيعقب خسفاً بقرية من قرى الشام يُقال لها خرشنا.(٢٠١)
وروي أنّ السفياني سيبعث إلى الكوفة بعثاً فيوقع بأهلها القتل والصلب والسَّبي، ثمّ يبعث إلى المدينة بعثاً لقتال المهديّ عليه السّلام، فينفر المهديّ عليه السّلام منها إلى مكّة، فيبعث جيشاً على أثره فلا يُدركه، فينزل جيش السفياني البيداء (صحراء المدينة) فيُخسَف بهم فلا يُفلت منهم إلاّ ثلاثة نفر.(٢٠٢)
ظهور اليماني
روي عن أئمّة الهدى عليهم السّلام أنّ من علامات ظهور القائم المنتظر عليه السّلام: ظهور اليماني، وأنّه من المحتوم الذي لابدّ من تحققه.(٢٠٣)
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أن خروج السُّفياني والخُراساني واليَماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني، لأنّه يدعو إلى الحق(٢٠٤)، وفي رواية أُخرى: لأنّه يدعو إلى صاحبكم، ولأنّه يدعو إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم.(٢٠٥)
الصيحة من السماء
الصيحة من السماء من علامات الظهور، وهي من المحتوم الذي لابدّ منه(٢٠٦)، وأمّا وقتها ففي شهر رمضان، وهي صيحة جبرئيل عليه السّلام ينادي من السماء باسم القائم عليه السّلام، فيُسمِع مَن بالمشرق ومن بالمغرب(٢٠٧)، وتخرج لها العواتق من البيوت.(٢٠٨)
وعبّرت بعض الروايات عن الصيحة بالهدّة، وبعضها بالفزعة، وروي عن الأئمّة الأطهار عليهم السّلام أن الصيحة من السماء هي المصداق لقوله تعالى: (إنْ نَشَأْ نُنزِلْ عليهم من السماءِ آيةً فضَلّت أعناقُهم لها خاضعين).(٢٠٩)
قَتلُ النفسِ الزكيّة
روي عن أئمّة الهدى عليهم السّلام أنّ من علامات ظهور الإمام المهدي عليه السّلام قتْل النفس الزكيّة(٢١٠)، وروي أنّه من آل محمّد عليهم السّلام، يُذبَح عند أحجار الزيت.(٢١١)
وروي أن النفس الزكيّة هو رسول الإمام المهدي عليه السّلام إلى أهل مكّة لاستنصارهم، وأنّ أهل مكّة يذبحونه بين الركن والمقام، في البلد الحرام وفي الشهر الحرام(٢١٢)، وأنّهم يبعثون برأسه إلى أمير الشام.(٢١٣)
الخسف بالبيداء
روي عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام أن من علامات الظهور: الخسف بالبيداء(٢١٤)، والبيداء هي الصحراء بين مكّة والمدينة.
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله روايات متواترة عن جيش يتوجّه إلى مكّة لمحاربة رجل من أهل البيت يعوذ بالبيت (وهو المهدي عليه السّلام) بعد أن يُبايعه الناس بين الركن والمقام، فإذا كان الجيش بالبيداء بين مكّة والمدينة خُسف بهم، فلم يَنجُ منهم إلاّ ثلاثة نفر، (وفي بعض الروايات: إلاّ رجلان)، وذلك تفسير لقوله تعالى: (ولو تَرى إذ فَزِعوا فلا فَوْتَ وأُخِذوا من مكانٍ قريب).(٢١٥)
ظهور كفٍّ من السماء
روي عن الأئمّة عليهم السّلام أنّ من علامات الظهور الحتميّة التي لابدّ من تحقّقها: ظهور كف من السماء(٢١٦) وروي عن بعض الصحابه أنّ أمارة ذلك اليوم (يوم الظهور) أن كفّاً من السماء مُدلاّةً ينظر الناس إليها(٢١٧) كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّ ظهور الكفّ سيكون في شهر رجب قبل العام الذي فيه الصيحة(٢١٨)، وفي بعض الروايات أن ظهور الكف من السماء يقترن بنداء ينادي: إنّ أميركم فُلان.(٢١٩)
ظهور نار من قِبل المشرق
من علامات الظهور أنّ ناراً تطلع من قِبل المشرق طولاً ثلاثة أيّام أو سبعة، وأنّ طلوعها من علامات فَرَج آل محمد عليهم السّلام(٢٢٠)، وأنّ طلوعها يستمرّ عدّة ليالٍ.(٢٢١)
وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ أوّل أشراط الساعة نار تَحشُر الناسَ من المشرق إلى المغرب(٢٢٢)؛ ولعلّهما نار واحدة.
الدجّال
روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وعن أئمّة الهدى عليهم السّلام روايات كثيرة ومتواترة عن خروج الدجّال في آخر الزمان، واقترن ذِكره في معظم هذه الروايات بنزول عيسى بن مريم عليه السّلام، وأنّ عيسى عليه السّلام هو الذي سيقتله.
وسنتحدّث لاحقاً عن نزول عيسى عليه السّلام واقتدائه بالإمام المهدي عليه السّلام ومعاونته له على أداء مهمّته الكبرى في عمليّة التغيير العظيمة.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قصّة الدجّال بأنّ أكثر أتباعه اليهود لابسو التيجان، وأنّ البلاء سيعمّ الأرض عند ظهوره، وأنّه سيطأ معظم أقطار الأرض، فإذا نزل عيسى عليه السّلام وصلّى خلف المهدي عليه السّلام التقى بالدجّال فطعنه فذاب كما يذوب الرصاص.(٢٢٣)
كما ورد في الروايات أنّ اليهود سيُهزَمون عند مقتل الدجّال.(٢٢٤)
وقد وردت في مصادر أهل السنّة روايات في شأن الدجّال وفي سائر علامات الظهور ينبغي تمحيصها؛ لتناقضها مع بعضها.
خروج الدابّة
روى علماء المسلمين عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّ خروج الدابّة من أوّل آيات آخر الزمان، وأن خروجها مصداق لقوله تعالى: (وإذا وَقَعَ القَولُ علَيهم أخرَجنا لهم دابّةً من الأرضِ تُكلّمهُم أنّ الناسَ كانوا بآياتِنا لا يُوقنون)(٢٢٥)، وروَوا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ الدابّة تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتختم أنف الكافر بالخاتم.(٢٢٦)
ورووا عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّها تخرج من الصَّفا، وأنّها تنكث وجه المؤمن بالعصا فتتركه أبيض، وتنكث وجه الكافر بالخاتم فتتركه أسود، فلا يبقى أحد إلاّ وسَمَت وجهَه.(٢٢٧)
طلوع نجم من المشرق
روي أنّ من علامات الظهور طلوعَ نجم من المشرق له ذَنَب، يُضيء لأهل الأرض كإضاءة القمر ليلة البدر(٢٢٨)، وفي رواية: إنّه ينعطف حتّى يكاد يلتقي طَرَفاه(٢٢٩)، وروي أن ظهوره في شهر صفر.(٢٣٠)
نزول عيسى بن مريم عليه السّلام تواترت الأخبار في نزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان وصلاته خلف الإمام المهدي عليه السّلام.
روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: كيف بكم إذا نزلَ ابن مريمَ فيكم وإمامُكم منكم؟.(٢٣١)
وروي عنه صلّى الله عليه وآله أنّه وصف المهدي عليه السّلام فقال: منّا المهدي يصلّي عيسى بن مريم خلفه.(٢٣٢)
وقال لفاطمة عليها السّلام وقد رآها بكت يوماً: ما يُبكيك يا فاطمة؟ أما علمتِ أنّ الله تعالى اطّلع إلى الأرض اطّلاعةً فاختار منها أباكِ فبعثه نبيّاً، ثمّ اطّلع ثانية فاختار بعلَك فأوحى إليّ فأنكحتُك إيّاه واتّخذتُه وصيّاً...
(إلى أن قال:) ومنّا سِبطا هذه الأمّة وهما ابناكِ، ومنّا مهدي الأمّة الذي يصلّي عيسى خلفه.
ثمّ ضرب على منكب الحسين عليه السّلام فقال: مِن هذا مهديّ الأُمّة.(٢٣٣)
وروي في تفسير قوله تعالى: (وإن مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيؤمِنَنّ به قبلَ موتِه)(٢٣٤) أنّه نزول عيسى بن مريم عليه السّلام.(٢٣٥)
كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر واحد
ورد عن أهل البيت عليهم السّلام أن للمهديّ عليه السّلام آيتين لم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره(٢٣٦)، وفي رواية أُخرى ركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب.(٢٣٧)
وقد روى علماء أهل السنة روايات مفصّلة في طلوع الشمس من مغربها، وأن طلوعها مصداق قوله تعالى: (يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إيمانُها لم تكن آمنَتْ من قَبلُ أو كَسَبتْ في إيمانِها خيراً)(٢٣٨).(٢٣٩)
نزول عيسى بن مريم عليه السّلام
من المواضيع التي ينبغي إلقاء الضوء عليها: نزول عيسى بن مريم عليه السّلام في آخر الزمان، واقتداؤه بالإمام المهدي عليه السّلام، ومساهمته في عملية إرساء العدل وبسطه في ربوع البسيطة بقيادة الإمام المهدي المنتظر عليه السّلام.
وقد ذكرنا أنّ أتْباع الأديان الأخرى يشتركون مع المسلمين في الاعتقاد بعودة عيسى عليه السّلام، وإن كان الدور الذي سيقوم به مُبهماً لديهم إلى حدّ ما.
وقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله روايات متواترة في نزول عيسى عليه السّلام تطرّقنا إلى ذِكر بعضها، ونُضيف أنّه رُوي في تفسير قوله تعالى: (لِيُظهِرَهُ علَى الدِّينِ كلِّه)(٢٤٠) قيل: عند نزول عيسى عليه السّلام، حين لا يبقى على وجه الأرض كافر.(٢٤١)
وروي في تفسير الآية: إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض إلاّ دين الإسلام(٢٤٢)، وروي في تفسيرها: لا يكون ذلك حتّى لا يبقى يهوديّ ولا نصرانيّ صاحب ملّة إلاّ الإسلام، حتّى تأمن الشاةُ الذئبَ، والبقرةُ الأسدَ، والإنسانُ الحيّة، وحتّى لا تقرض فأرة جراباً، وحتّى تُوضَع الجزية ويُكسَر الصليب ويُقتل الخنزير، وذلك إذا نزل عيسى بن مريم عليه السّلام.(٢٤٣)
وروي في تفسير قوله تعالى: (وإنّهُ لَعِلْمٌ للساعة)(٢٤٤): ينزل عيسى بن مريم عليه السّلام عند انفجار الصبح ما بين مهرودَين ـ وهما ثوبان أصفران ـ...
ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهلُ الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن صلوات الله عليه.(٢٤٥)
ونودّ الإشارة إلى أنّه قد ورد أيضاً في بعض التفاسير والكتب الحديثية تفسير لهذه الآيات الكريمة بالإمام المهدي عليه السّلام وأنّه المهديّ من ولد فاطمة عليها السّلام، وأنّه يكون في آخر الزمان.(٢٤٦)
ولا منافاة بين هذه وتلك؛ لإمكان الجمع بينهما، ولتحقّقهما في وقت واحد.
وقد ذكر بعض العلماء أنّ بقاء عيسى عليه السّلام سيكون لإيمان أهل الكتاب بالآية المذكورة وتصديقهم بنبوّة سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله، ويكون بياناً لدعوى الإمام عند أهل الإيمان بدليل صلاة عيسى عليه السّلام خلفه ونصرته إيّاه ودعوته إلى الملّة المحمّدية التي إمامها المهدي عليه السّلام.
وبقاء المهدي عليه السّلام أصل لبقاء عيسى عليه السّلام؛ لأنّه لا يصحّ وجود عيسى عليه السّلام منفرداً بدولةٍ ودعوة، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لا نبيّ بعدي، وقال: الحلال ما أحلّ الله على لِساني إلى يوم القيامة، والحرام ما حرّم الله على لساني إلى يوم القيامة.(٢٤٧)
أوصاف الإمام المهدي عليه السّلام أنّه أجلى الجبين أقنى الأنف
وردت روايات كثيرة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في صفة المهدي المنتظر عليه السّلام، وصَفَتْه بأنّه أجلى الجبين (أي أنّ الشعر منحسر عن جبهته)(٢٤٨) أقنى الأنف (القنا في الأنف طوله ودقّة أرنبته مع حدب في وسطه).
وفي رواية عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه شابّ مربوع حَسَن الوجه، حَسَن الشَّعر، يسيل شَعرهُ على منكبَيه، ونورُ وجهه يعلو سوادَ لحيته ورأسه.(٢٤٩)
أنّه أفرَقُ الثَّنايا روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في صفة المهدي عليه السّلام أنّه أفرَقُ الثنايا، وفي رواية: أفلَج الثنايا(٢٥٠)، وهما بمعنى واحد، إذ أنّ تفليج الأسنان افتراقها عن بعضها.
وجهه كأنّه كوكب دُرّيّ، في خدّه الأيمن خال
روي في صفة المهدي عليه السّلام أنّ وجهه كأنّه كوكب درّيّ، في خدّه الأيمن خال.(٢٥١)
ومرّ في صفته أنّ نور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، كما جاء في صفته أنّه طاووس أهل الجنّة.(٢٥٢)
وفي رواية أنّ وجه المهدي عليه السّلام يتلألأ كالقمر الدرّي.(٢٥٣)
أنّه عليه السّلام ابن أربعين سنة
روي في صفة الإمام المهدي عليه السّلام حين يُبعَث أنّه ابن أربعين سنة(٢٥٤)، ويدعم ذلك طائفةٌ من الروايات ورد فيها وصفه بأنّه شابّ.
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّ الناظر إلى المهدي عليه السّلام لَيحسَبُه ابن أربعين سنة أو دونَها، وأنّ من علاماته أن لا يَهرَم بمرور الأيّام والليالي حتّى يأتيَه أجلُه.(٢٥٥)
أنّ خَلْقه وخُلُقه خَلْق رسول الله صلّى الله عليه وآله وخُلُقه ورد أنّ المهدي عليه السّلام يُشبه جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله خَلْقاً وخُلُقاً.(٢٥٦)
جاء في بعض الروايات أنّ أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجوّ سيرضون في خلافته عليه السّلام(٢٥٧)، وهو أمر ينسجم مع بسطه عليه السّلام العدل في ربوع البسيطة، واستخراجه الكنوز، وإعطائه المال حَثْياً بدون عدٍّ كما سنشير لاحقاً، وروي أنّ المهدي عليه السّلام سيظهر على أفواه الناس، وأنّهم يُشرَبون حبَّه ولا يكون لهم ذِكر غيره.(٢٥٨)
سيرة الإمام المهديّ عليه السّلام كرمه وعدله
وردت روايات كثيرة في كرم الإمام المهدي عليه السّلام وإنفاقه المال، وأنّه يحثو المال حثياً ولا يعدّه عدّا(٢٥٩)، وأنّه يقسم المال بالسوية بين الناس، فيملأ قلوب أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله غنى، ويسعهم عدله، حتّى يأمر منادياً فينادي (مَن له في المال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلاّ رجل واحد، فيحثوا له المهدي عليه السّلام، فيندم الرجل فيردّ المال، فيقول له المهدي عليه السّلام: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه).(٢٦٠)
أنّه شديد على العمّال، رحيم بالمساكين سيرة الإمام المهدي عليه السّلام كسيرة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وسيرة أمير المؤمنين عليه السّلام وآبائه الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.
وكان من سيرتهم أنّهم شديدون على العمّال باعتبارهم مُستخلَفين مِن قِبل الله تعالى على العباد لرعاية مصالحهم، رُحمَاء بالمساكين لأنّهم أبواب رحمة الله تعالى وآيات لُطفه ومنّه.
وقد وردت روايات الإمام المهدي عليه السّلام بهذه الصفة ـ الشدّة على العمّال والرحمة بالمساكين(٢٦١) ـ وأنّه يقفو أثر النبيّ صلّى الله عليه وآله فلا يُخطئ(٢٦٢)، وفي الرواية أنّ المهدي عليه السّلام كأنّما يُلْعِق المساكينَ الزُّبْد.(٢٦٣)
زُهده عليه السّلام
لا ريب في أنّ الإمام الذي أعدّه الله تعالى لبسط العدل في ربوع الأرض لابدّ وأن يكون زاهداً في حُطام الدنيا، خاصّة بعد أن عرفنا أنّه يقفو سيرة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد ورد في الرواية أنّ المهدي عليه السّلام لا يلبس إلاّ الغليظ، ولا يَطْعَم إلاّ الشعير(٢٦٤)، وقد ذكرنا ـ وهذا من زهده ـ أنّه يُعطي المال ولا يسترجعه ويقول: إنّا لا نأخذ شيئاً أعطيناه.
ما بعد الظهور فيض البركة والنِّعم
تتنعّم الأُمّة في زمن المهدي عليه السّلام ـ كما في الروايات ـ نعمةً لم تتنعّم مثلها قط، فالسماء تُرسل قَطرها مِدراراً، والأرض لا تَدَع شيئاً من نباتها إلاّ أخرجته(٢٦٥)، ويستخرج المهدي عليه السّلام الكنوزَ ويفتح مدائن الشِّرك(٢٦٦)، فيرضى في خلافته أهلُ الأرض وأهل السماء والطير في الجوّ(٢٦٧)، ويجعل اللهُ الغَنِى في قلوب هذه الأمّة(٢٦٨)، حتّى يُهِمّ ربّ المال مَنْ يقبل منه صدقته، وحتّى يعرضه فيقول الذي يُعرَض له: (لا أَرَب لي فيه)(٢٦٩) حتّى يتمنّى الأحياءُ الأموات ممّا صنع اللهُ عزّ وجل بأهل الأرض من خيره.(٢٧٠)
ظهور الدِّين
يردّ الله تعالى الدِّين بالمهدي عليه السّلام، فلا يبقى على ظهر الأرض إلاّ الموحّدون الذين يقولون: (لا إله إلاّ الله)(٢٧١)، وروي أنّ المهدي عليه السّلام يهدم ما قَبله ـ كما صنع رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ ويستأنف الإسلام جديدا(٢٧٢)، وأنّه لا يترك بِدعةً إلاّ أزالها، ولا سُنّةً إلاّ أقامها(٢٧٣)، وأنّه سيملك الأرض كلّها(٢٧٤)، وأنّه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير(٢٧٥)، وأنّ الإسلام سيلقى بجِرانه إلى الأرض(٢٧٦)، كنايةً عن استقراره وثباته، ويذهب الرّبا والزِّنا وشُرب الخمر والرياء، ويُقبل الناس على العبادة والشرع والديانة.(٢٧٧)
الأُلفة وزوال الإحن والعداوة
يؤلّف الله تعالى بالمهدي عليه السّلام بين القلوب المتشاحنة بعد عداوة الفتنة، كما ألّف بينها بعد عداوة الشِّرك(٢٧٨)، وتُزال العداوة حتّى تأمن البهائمُ السباعَ.(٢٧٩)
وتأمن الأرض حتّى إنّ المرأة لَتحجّ في خمس نِسوة ما معنّ رجل، لا تتّقي شيئاً إلاّ الله عزّ وجل(٢٨٠)، وحتّى ترعى الشاة والذئب في مكانٍ واحد، ويلَعب الصبيان بالحيّات والعقارب لا يضرّهم شيء.(٢٨١)
إشراق الأرض بنور الله تعالى
إذا ظهر المهدي عليه السّلام أشرقت الأرض بنور ربّها، وذهبت الظُّلمة(٢٨٢)، ظُلمة الكفر وظُلمة الجور وظُلمة الجهل وظُلمة المعصية؛ فالأرض التي ليس فيها إلاّ موحّد، التي يحكمها حُكم الله تعالى ودينه (الإسلام)، ويقوم على أمرها إمامٌ أشبه الناس خَلْقاً وخلُقاً برسول الله صلّى الله عليه وآله، يعلو نورُ وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، ستنفي عنها الظلمات وتُشرق بنور ربّها في عصر جديد تسوده العدالة والأُخوّة والمساواة، ويعبق فيه نسيم المعنوية والإيمان.
الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهدي عليه السّلام
ورد في كتب التفسير والحديث مجموعة كبيرة من الآيات القرآنيّة المفسّرة بالإمام المهدي عليه السّلام وظهوره وما سيتحقّق على يده عليه السّلام من علوّ الإسلام وانتشاره في أرجاء البسيطة، وبسط العدل والإنصاف في ربوع الأرض، ويتحدّث بعضها عن الهزيمة التي ستلحق بالكفّار على يد المهديّ عليه السّلام أو على يد عيسى عليه السّلام الذي سيأتمّ به ويُساعده في إرساء قواعد العدل وقتل الرجّال:
١ ـ قوله تعالى: (لَهُم في الدنيا خِزيٌ ولهم في الآخرةِ عذابٌ عظيم)(٢٨٣)، حيث روي عن السدّي في تفسير الآية قال: أمّا خزيهم في الدنيا إذا قام المهدي وفُتحت القسطنطينيّة قَتَلهم، فذلك الخزي.(٢٨٤)
٢ ـ قوله تعالى في عيسى ابن مريم عليه السّلام: (ويُكلِّمُ الناسَ في المهدِ وكَهْلاً ومِن الصالحين)(٢٨٥)، حيث روي عن ابن زيد قال: قد كلّمهم عيسى في المهد، وسيُكلّمهم إذا قَتَل الدجّال وهو يومئذٍ كهل.(٢٨٦)
٣ ـ قوله تعالى في عيسى عليه السّلام: (وإنْ مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيؤمِنَنَّ بهِ قَبلَ موتهِ ويومَ القيامةِ يكونُ عليهِم شهيداً).(٢٨٧)
روي عن ابن عبّاس وابن زيد وأبي مالك والحسن البصري: إذا نزل عيسى ابن مريم فقَتَل الدجّال، لم يبقَ يهوديّ في الأرض إلاّ آمن به، قال: وذلك حين لا ينفعهم الإيمان.(٢٨٨)
٤ ـ قوله تعالى: (يسألونَكَ عن الساعةِ أيّانَ مُرساها قُل إنّما عِلمُها عند ربّي لا يُجلِّيها لوقتِها إلاّ هو ثَقُلَت في السماواتِ والأرضِ لا تأتيكم إلاّ بَغتةً).(٢٨٩)
روي عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّه قال (في حديث دِعبِل الخُزاعي): إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله، متى يخرج القائم من ذَريّتك؟ فقال عليه السّلام: مَثَلُه مَثَل الساعة التي لا يُجلّيها لوقتِها إلاّ هو ثَقُلَت في السماوات والأرض، لا تأتيكم إلاّ بغتة.(٢٩٠)
٥ ـ قوله تعالى: (وقاتِلوهم حتّى لا تكونَ فِتنةٌ ويكونَ الدِّين كُلُّه لله)(٢٩١)، روي عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: إنّه لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمُنا بعده سيرى مَن يُدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليَبلُغَنّ دينُ محمّد صلّى الله عليه وآله ما بَلَغ الليلُ، حتّى لا يكون مُشركٌ على ظهر الأرض، كما قال الله.(٢٩٢)
٦ ـ قوله تعالى: (هو الذي أرسَلهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ لِيُظَهِرَهُ على الدِّين كُلِّه ولو كَرِهَ المشركون)(٢٩٣)، رُوي عن الإمام الكاظم عليه السّلام في تفسير الآية الكريمة، قال: يُظهره على جميع الأديان عند قيام القائم.(٢٩٤)
وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قرأ الآية، ثمّ قال: أظَهَر بعدُ ذلك؟! قالوا: نعم.
قال: كلاّ، فوالذي نفسي بيده حتّى لا تبقى قرية إلاّ ويُنادى فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله، بُكرةً وعَشيّاً.(٢٩٥)
وروى الگنجي الشافعي عن سعيد بن جُبير في تفسير الآية، قال: هو المهديّ من عترة فاطمة عليها السّلام.(٢٩٦)
وروى الفخر الرازي عن أبي هريرة، قال: هذا وعدٌ من الله، بأنّه ـ تعالى ـ يجعل الإسلام عالياً على جميع الأديان؛ وروى عن السدّي أنّه قال: ذلك عند خروج المهدي، لا يبقى أحد إلاّ دخل في الإسلام أو أدّى الخَراج.(٢٩٧)
٧ ـ قوله تعالى: (ويقولونَ متى هذا الوعدُ إن كُنتم صادقين)(٢٩٨)، روي عن الإمام الحسين عليه السّلام أنّه ذكر القائم عليه السّلام (في حديث، ثمّ قال:) له غَيبة يرتدّ فيها أقوام ويَثبُت فيها على الدِّين آخَرون، فيُؤذَون ويُقال لهم: (متى هذا الوَعدُ إن كُنتم صادقين؟) أما إنّ الصابر في غَيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يَدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله.(٢٩٩)
٨ ـ قوله تعالى: (ولقد كَتَبْنا في الزَّبور مِن بعدِ الذِّكرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عباديَ الصالحون)(٣٠٠)، روي عن الإمام الباقر عليه السّلام في تفسير (عباديَ الصالحون)، قال: القائم عليه السّلام وأصحابه.(٣٠١)
٩ ـ قوله تعالى: (وَعَد اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرض كما استَخلَفَ الذينَ مِن قَبلِهم ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهمُ الذي ارتضى لهم ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعد خَوفِهم أمْناً يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شيئاً)(٣٠٢)، فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال (في حديث طويل مع جُندَب بن جُنادة، سأله فيه عن الأوصياء بعده من ذريّته، فقرأ صلّى الله عليه وآله الآية، ثمّ قال:) يا جُندَب! في زمن كلّ واحدٍ منهم (أي من الأئمّة) سلطانٌ يعتريه ويُؤذيه، فإذا عجّل اللهُ خُروج قائمنا يملأ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً.
ثمّ قال عليه السّلام: طُوبى للصابرين في غيبته، طُوبى للمتّقين على مَحَجّتهم ـ الحديث.(٣٠٣)
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام في تفسير الآية، قال: نَزَلَت في القائم وأصحابه.(٣٠٤)
١٠ ـ قوله تعالى: (إنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عليِهم من السماءِ آيةً فَظَلّتْ أعناقُهم لها خاضِعين)(٣٠٥)؛ روي عن أمير المؤمنين، عليه السّلام أنّه قال: انتظروا الفَرَج من ثلاث، فقيل: يا أمير المؤمنين! وما هُنّ؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السُّود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان ـ الحديث.(٣٠٦)
وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه سئل عن الآية الكريمة، فقال: نَزَلَت في قائم آل محمّد صلوات الله عليهم، يُنادى باسمه من السماء.(٣٠٧)
وروي عن أبي حمزة الثُّمالي أنّه ذكر هذه الآية فقال: بَلَغَنا ـ واللهُ أعلم ـ أنّها صوتٌ يُسمَع من السماء في النصف من شهر رمضان، وتخرج له العواتق من البيوت.(٣٠٨)
١١ ـ قوله تعالى: (ونُريدُ أن نَمُنَّ علَى الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونَجعَلَهُم أئمّةً ونَجَعَلَهُمُ الوارثين)(٣٠٩)، روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ الله تعالى لم يَبعث نبيّاً ولا رسولاً إلاّ جَعَل له اثنيَ عشر نقيباً (ثمّ ذكر أسماء الأئمّة عليهم السّلام، إلى أن قال:) ثمّ ابنُه محمّد بن الحسن المهديّ القائم بأمر الله..
وذلك تأويل الآية (ونُريدُ أن نَمنّ على الذينَ استُضعِفوا) ـ الآية.(٣١٠)
وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: لَتعطِفَنَّ علينا الدنيا بعد شِماسها، عَطْفَ الضَّروسِ على وَلَدِها..ثمّ قرأ الآية.(٣١١)
١٢ ـ قوله تعالى: (وإنّه لَعِلْمٌ للساعةِ فلا تَمْتَرُنّ بها واتَّبِعُونِ هذا صراطٌ مستقيم)(٣١٢)، روي عن مقاتل بن سليمان أنّه قال في تفسير الآية: هو المهديّ عليه السّلام يكون في آخر الزمان، وبعد خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها.(٣١٣)
وروي عن ابن عبّاس والضحّاك وغيره في تفسير الآية، قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السّلام قبل يوم القيامة.(٣١٤)
أقول: ليس هناك تعارض بين كلا التفسيرَين، لأنّ نزول عيسى عليه السّلام يتزامن مع ظهور المهدي عليه السّلام في آخر الزمان.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) المستدرك على الصحيحين، للحاكم ١٠٩:٣. صحيح مسلم ١٢٢:٧ ـ ١٢٣، كتاب الفضائل. مسند أحمد ١٧:٣ حديث ١٠٧٤٧. الخصائص، للنسائي ٩٣. الفردوس، للديلمي ٦٦:١ حديث ١٩٤.
(٢) صحيح مسلم ١٢٠:٧ ـ كتاب فضائل الصحابة. سنن الترمذي ٣٠١:٥. المستدرك ١١٦:٣. كفاية الطالب، للكنجي الشافعي ٨٤ ـ ٨٥.
(٣) انظر: أسباب النزول، للواحدي ١٣٤. المستدرك ٤٨١:٢. تفسير الدر المنثور، للسيوطي ١٨٥:٦.
(٤) الأحزاب: ٣٣. راجع: تفسير الطبري ٦:٢٢.
(٥) الصواعق المحرقة، لابن حجر العسقلاني ١٤٩.
(٦) فضائل الصحابة، لأحمد بن حنبل ٦٧١:٢ حديث ١١٤٥. المستدرك، للحاكم ٤٤٨:٢ و١٤٩:٣. الصواعق المحرقة ١٨٧ و٢٣٥. فرائد السمطين ٢٥٣:٢ حديث ٥٢٢.
(٧) الأنفال: ٣٣.
(٨) جواهر العقدين، للسمهودي ١٨٩:٢ ـ نقلاً عن الفخر الرازي في تفسيره.
(٩) انظر مثلاً: عيون الأخبار، لابن قُتيبة ٧. تاريخ اليعقوبي ٤٠٠:٢. تاريخ بغداد ٤٧٩:٦. تفسير الفخرالرازي ١٩٢:٢. فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر ٣٨٥:٦.
(١٠) الغيبة للنعماني ١٣٦ ـ ١٣٧ حديث ١ و٢، اضافة إلى المصادر المتقدّمة التي ذكرناها قريباً.
(١١) الغيبة للنعماني ١٣٨ حديث ٤.
(١٢) الغيبة للنعماني ١٣٩ حديث ١٠.
(١٣) الغيبة للنعماني ١٣٩ حديث ١٠.
(١٤) الغيبة للنعماني ١٣٩ ـ ١٤٠ حديث ١ ـ ٥.
(١٥) النساء: ١٦٥.
(١٦) الأنفال: ٤٢.
(١٧) الأنعام: ١٤٩.
(١٨) صحيح البخاري ١٣:٥ ـ باب الفتن. صحيح مسلم ٢١:٦ ـ ٢٢ حديث ١٨٤٩. مسند أحمد ٩٦:٤ حديث ١٦٤٣٤، و٤٤٦:٣ حديث ١٥٢٦٩. المعجم الكبير، للطبرانيّ ١٠ حديث ١٠٦٨٧. المعجم الأوسط، للطبرانيّ ٢٤٣:٤ حديث ٣٤٢٩.
(١٩) صحيح البخاري ١٦٤:٤ ـ كتاب الأحكام، باب الاستخلاف. المعجم الكبير، للطبراني ٢ حديث ١٧٩١ ـ ١٨٠١، وحديث ١٨٤٩ ـ ١٨٥٢. مجمع الزوائد، للهيثمي ١٩١:٥.
(٢٠) صحيح مسلم ١١٩:٢ ـ كتاب الإمارة، باب (الناس تبعٌ لقريش).
(٢١) مسند أحمد ٩٠:٥ و٩٣ و٩٧ و١٠٠ و١٠٦ و١٠٧. مسند أبي يعلى الموصلي ٢٢٢:٩ حديث ٥٣٢٢. المعجم الكبير، للطبراني ١٠ حديث ١٠٣١٠. المستدرك، للحاكم ٥٠١:٤.
(٢٢) المائدة: ١٢.
(٢٣) المستدرك، للحاكم ١٢٩:١. الفردوس، للديلمي ٣ حديث ٥٣٤٦.
(٢٤) تفسير ابن كثير الدمشقي ٣٢:٢ ذيل الآية ١٢ من سورة المائدة.
(٢٥) جاء في (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) ما نصّه: قال التوربشتي: السبيل في هذا الحديث وما يتعقّبه في هذا المعنى، أنّه يُحمل على المُقسِطين منهم، فإنّهم هم المستحقّون لاسم الخليفة على الحقيقة).
(٢٦) يقول القندوزي الحنفي نقلاً عن بعض المحقّقين: لا يمكن أن يُحمَل هذا الحديث على الخلفاء بعده صلّى الله عليه وآله من أصحابه، لقلّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن نحمله على المُلوك الأمويّة، لزيادتهم على اثني عشر، ولظُلمهم الفاحش.. ولكَونهم غير بني هاشم، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال (كلّهم من بني هاشم) في رواية عبد الملك... ولا يمكن أن يُحمل على الملوك العبّاسيّة، لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلّة رعايتهم... فلابُدّ من أن يُحمل هذا الحديث على الأئمّة الآثني عشر من أهل بيته وعِترته صلّى الله عليه وآله؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلّهم وأورعهم وأتقاهم، وأعلاهم نَسَباً، وأفضلهم حَسَباً، وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم عن آبائهم متّصلةً بجدّهم صلّى الله عليه وآله وبالوراثة واللَّدُنيّة). (ينابيع المودة ٢٩٢:٣ ـ ٢٩٣، الباب ٧٧).
(٢٧) انظر ـ على سبيل المثال ـ: فرائد السمطين، للحمويني ١٣٢:٢ حديث ٤٣١. ينابيع المودّة، للقندوزي ٢٨١:٣ ـ ٢٨٧، الباب ٧٦.
(٢٨) الفتن، لنعيم بن حمّاد ١٢٠. الحاوي للفتاوي، للسيوطي ٦١:٢. ينابيع المودّة ٣٩١:٣ ـ ٣٩٢ حديث ٣٣. المعجم الأوسط، للطبراني ١٣٦:١ حديث ١٥٧. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد: الخطبة ١٥٧.
(٢٩) بشائر الأسفار، تامر مير مصطفى ١٢٩. المسيح في القرآن والإنجيل ٥٢٩ ـ ٥٣٠.
(٣٠) المهديّة في الإسلام، سعد محمّد حسن ٤٣ ـ ٤٤. الإمامة وقائم القيامة، مصطفى غالب ٢٧٠.
(٣١) المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه، السيّد عبد الرضا الشهرستاني ٦ و٧.
(٣٢) من أشهر مَن ألّف في أحاديث المهدي عليه السّلام من علماء أهل السنّة: نعيم بن حمّاد المروزي، المتوفّى سنة ٣٢٨ هـ.
أبو حسين بن المنادي البغدادي، المتوفّى سنة ٣٣٦ هـ. الحافظ أبو نعيم الإصفهاني، المتوفّى سنة ٤٣٠ هـ. الحافظ أبو عبدالله الكنجي الشافعي، المتوفّى سنة ٦٥٨ هـ. الحافظ ابن كثير الدمشقي، المتوفّى سنة ٧٧٤ هـ. الحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفّى سنة ٩١١ هـ. عليّ بن حسام الدين المتّقي الهندي، المتوفّى سنة ٩٧٥ هـ. محمّد بن علي الشوكاني، المتوفّى سنة ١٢٥٠ هـ. وسواهم كثير ممّن لا يسع المجال لذِكرهم.
(٣٣) عقْد الدرر، للمقدسي الشافعي ٢٠٩، الباب ٩. الحاوي في الفتاوي (عَرف المهدي)، للسيوطي ٨٣:٢. فرائد السمطين، للحمويني ٣٣٤:٢ حديث ٥٨٥. مقدّمة ابن خلدون ٢٦١.
(٣٤) نقل عنه الشيخ حمود التويجري في (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) ٢٨.
(٣٥) نقل عنه القرطبي المالكي في التذكر.. ٧١، والمزّي في تهذيب الكمال ١٤٦:٢٥ حديث٥١٨١، وابن القيم في المنار المنيف ١٤٢.
(٣٦) التذكرة ٧٠١:١. الجامع لأحكام القرآن، للقرطبيّ، ذيل الآية ٣٣ من سورة التوبة.
(٣٧) تهذيب الكمال ١٤٦:٢٥ حديث٥١٨١.
(٣٨) المنار المنيف ١٣٥.
(٣٩) تهذيب التهذيب ١٢٥:٩ حديث ٢٠١.
(٤٠) المهدي المنتظر، لأبي الفيض الغماري ٩.
(٤١) إبراز الوهم المكنون، لأبي الفيض الغماري ٤٣٦.
(٤٢) الصواعق المحرقة ١٦٢ ـ ١٦٧، الفصل ١، الباب ١١.
(٤٣) البرهان ١٧٨ ـ ١٨٣.
(٤٤) الإشاعة لأشراط الساعة ٨٧.
(٤٥) نقل عنه القنوجي في الاذاعة ١٤٦.
(٤٦) إسعاف الراغبين ١٤٥ و١٤٧ و١٥٢.
(٤٧) انظر كتابه (التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجّال والمسيح).
(٤٨) نور الأبصار ١٨٧ و١٨٩.
(٤٩) الفتوحات الإسلاميّة ٣١١:٢.
(٥٠) الاذاعة ١١٢.
(٥١) السيّد ثامر العميدي في (دفاع عن الكافي) ٣٤٣:١ ـ ٤٠٥.
(٥٢) سنن الترمذي ٥٠٥:٤ حديث ٢٢٣٠ و٢٢٣١، و٥٠٦:٤ حديث ٢٢٣٣.
(٥٣) الضعفاء الكبير ٢٥٣:٣ حديث ١٢٥٧، أورد حديثاً في المهدي ثمّ قال: وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه.
(٥٤) المستدرك ٤٢٩:٤ و٤٦٥ و٥٥٣ و٥٥٨.
(٥٥) الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد ١٢٧.
(٥٦) مصابيح السنّة ٤٨٨ حديث ٤١٩٩.
(٥٧) النهاية في غريب الحديث والأثر ٢٥٤:٥، قال: (المهدي... وبه سُمّي المهدي الذي بشّر به رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه يجيء في آخر الزمان). وفي قوله دلالة على أنّه يرى صحّة أحاديث المهدي عليه السّلام.
(٥٨) التذكرة ٧٠٤، قال عن حديث ابن ماجة في المهدي: إسناده صحيح.
(٥٩) منهاج السنّة ٢١١:٤.
(٦٠) تلخيص المستدرك ٥٥٣:٤ و٥٥٨ (مطبوع بهامش المستدرك).
(٦١) البيان ٤٨١.
(٦٢) المنار المنيف ١٣٠ ـ ١٣٥ حديث ٣٢٦ و٣٢٧ و٣٢٩ و٣٣١.
(٦٣) النهاية في الفتن والملاحم ٥٥:١ و٥٦.
(٦٤) مجمع الزوائد ١١٥:٧ ـ ١١٧.
(٦٥) الجامع الصغير ٦٧٢:٢ حديث ٩٢٤١ و٩٢٤٤ و٩٢٤٥ وقد رمز للحديث الصحيح بعلامة (صح) أي صحيح.
(٦٦) مقالة حول المهدي، نُشرت في مجلّة التمدّن الإسلاميّ، دمشق، السنّة ٢٢، ١٣٧١ هـ.
(٦٧) سنتحدّث قريباً عن اعتراف علماء أهل السنّة بولادته، واعتراف علماء الأنساب بها.
(٦٨) الغيبة، للطوسي ١٤٨. كمال الدين، للصدوق ٤٣١:٢ حديث ٦.
(٦٩) الغيبة، للشيخ الطوسي ١٣٨ و١٥١.
(٧٠) الغيبة، للطوسي ١٤٠. وفي ينابيع المودّة ٣٢٣:٣ الباب ٨٢ أنه عرضه على أربعين رجلاً.
(٧١) الكافي، للكليني ٣٣١:١ و٣٣٢، الباب ٧٧. كمال الدين، للصدوق ٤٣١:٢ و٤٤١ و٤٧٥. الإرشاد، للمفيد ٣٥٤:٢.
(٧٢) كمال الدين ٤٣٣:٢ و٤٣٥ و٥٠٢. الغيبة، للطوسي ٢١٥.
(٧٣) الكافي ٣٣٠:١، الباب ٧٧. كمال الدين ٤٣٣:٢ حديث ١٤. الغيبة، للطوسي ١٤٠ ـ ١٤١.
(٧٤) انظر: كتاب (دفاع عن الكافي)، للسيّد ثامر العميدي ٥٦٨:١ ـ ٥٩٢. كتاب (الإمام المهدي)، لعلي محمّد دخيل. المهدي الموعود المنتظر، للشيخ نجم الدين العسكري. منتخب الأثر، للشيخ لطف الله الصافي... وغيرها.
(٧٥) الكامل في التاريخ ٢٧٤:٧، آخر حوادث سنة ٢٦٠ هـ.
(٧٦) مواليد الأئمّة ٦.
(٧٧) مطالب السؤول ٨٨.
(٧٨) البيان في أخبار صاحب الزمان ٣٣٦.
(٧٩) وفيات الأعيان ١٧٦:٤ / الرقم ٥٦٢.
(٨٠) العبر ٣١:٣. تاريخ دول الإسلام ١١٣ حوادث سنوات (٢٥١ ـ ٢٦٠ هـ). سير أعلام النبلاء ١١٩:١٣/ الرقم ٦٠.
(٨١) نقل ذلك عنه الشبلنجي في نور الأبصار ١٨٦.
(٨٢) الفصول المهمة ٢٧٣، الفصل ١٢.
(٨٣) اليواقيت والجواهر ١٤٥.
(٨٤) الصواعق المحرقة ٢٠٧.
(٨٥) الإتحاف بحبّ الأشراف ٦٨.
(٨٦) ينابيع المودّة ٣٠١:٣ ـ ٣٠٦، الباب ٧٩.
(٨٧) نور الأبصار ١٨٦.
(٨٨) الأعلام ٨٠:٦.
(٨٩) سرّ السلسلة العلوية ٣٩.
(٩٠) المُجدي في أنساب الطالبيين ١٣٠.
(٩١) الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة ٧٨ ـ ٧٩.
(٩٢) الفخري في أنساب الطالبيين ٧.
(٩٣) عُمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ١٩٩.
(٩٤) روضة الألباب لمعرفة الأنساب ١٠٥.
(٩٥) سبائك الذهب ٣٤٦.
(٩٦) الدُرر البهيّة في الأنساب الحيدريّة والأُوَيسية ٧٣.
(٩٧) الغيبة، للشيخ الطوسي ١٥٢ ـ ١٦٩. المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي، اصدار مركز الرسالة ١٠٨ ـ ١١٧. قادتنا كيف نعرفهم، للسيد محمّد هادي الميلاني ٢١٤:٧ ـ ٢١٦. حياة الإمام المهدي عليه السّلام، لباقر شريف القرشي ٣١ ـ ٣٢. الإمام المهدي عليه السّلام، لمحمد كاظم القزويني ٢٢٤ ـ ٢٣١.
(٩٨) الفتن، لابن حمّاد المروزي ٢٢٨. المستدرك، للحاكم ٥٥٣:٤. عقد الدرر ٢٢ ـ ٢٣، الباب الأوّل.
(٩٩) مسند أحمد ٣٧٧:١. سنن أبي داود ١٠٧:٤ حديث ٤٢٨٢. سنن الترمذي ٥٠٥:٤ حديث ٢٢٣٠. المعجم الكبير، للطبراني ١٠ حديث ١٠٢٢٧. تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي ٣٨٨:٤. مصابيح السنّة ٤٩٢:٣ حديث ٤٢١٠.
(١٠٠) المصنّف، لابن أبي شيبة ٦٧٨:٨ ـ ٦٧٩ حديث ١٩٤. مسند أحمد ٩٩:١. سنن أبي داود ١٠٧:٤ حديث ٤٢٨٣.
(١٠١) تفسير مجمع البيان، للطبرسي ٦٧:٧.
(١٠٢) مسند أحمد ٣٦:٣. مسند أبي يعلى ٢٧٤:٢ ـ ٢٧٥ حديث ٩٨٧. حلية الأولياء، لأبي نعيم الاصفهاني ١٠١:٣.
(١٠٣) التاريخ الكبير، للبخاري ٣١٧:١ حديث ٩٤٤. الفتن، لابن حماد ١٠٣. البرهان، للمتّقي الهندي ٩٨، الباب ٢، قال: أخرجه ابن مندة في تاريخ إصفهان.
(١٠٤) المعجم الأوسط، للطبراني ٧٩:٥ حديث ٤١٤٢. مجمع الزوائد، للهيثمي ٣١٧:٧. العرف الوردي، للسيوطي ٦٢:٢. الفتاوي الحديثية، لابن حجر ٢٧. البرهان، للمتقّي الهندي ١٥٠، الباب ٧.
(١٠٥) الفتن، لابن حماد ١٠٢. المعجم الأوسط ١٣٦:١ حديث ١٥٧. البيان ١٢٥ ـ الباب ١١. الصواعق المحرقة ١٦٣، الباب ١١. الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ ٢٩٧، الفصل ١٢.
(١٠٦) فرائد السمطَين ٣١٢:٢ حديث ٥٦٢. ينابيع المودة ٣٨٣:٣ ـ ٣٨٤ / الرقم ٣.
(١٠٧) فرائد السمطَين ٣٣٥:٢. ينابيع المودّة ٣٩٧:٣ ـ ٣٩٨ / الرقم ٥٢.
(١٠٨) التاريخ الكبير، للبخاري ٣٤٦:٣. سنن أبي داود ١٠٧:٤ حديث ٤٢٨٤. سنن ابن ماجة ١٣٦٨ حديث ٤٠٨٦، ٤٢٨٤. سنن ابن ماجة ١٣٦٨:٢ حديث ٤٠٨٦. المستدرك، للحاكم ٥٥٧:٤. المعجم الكبير، للطبراني ٢٦٧:٢٣ حديث ٥٦٦.
(١٠٩) ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ١٦٣، الباب ١١ من الفصل الأوّل، والمثقّي الهندي في كنز العمّال ٢٦٤:١٤ حديث ٣٨٦٦٢، والشيخ محمد علي الصبّان في اسعاف الراغبين ١٤٥، والشيخ حسن العدوي الحمزاوي المالكي في مشارق الأنوار ١١٢. وعلى الرغم من اتّفاق كلمة هؤلاء الأربعة من علماء أهل السنّة على وجود الحديث في صحيح مسلم، إلاّ أنّ نسخه المطبوعة حاليّاً تخلو من هذا الحديث!!
(١١٠) الكنجي الشافعي في البيان ٩٩ ـ الباب ٢، والسيوطي في الجامع الصغير ٦٧٢:٢ / ح ٩٢٤١، وأبو الفيض الغماري في ابراز الوهم ٥٠٠.
(١١١) المعجم الصغير، للطبراني ٣٧:١. المناقب، لابن المغازلي ١٠١ حديث ١٤٤. البيان، للكنجي الشافعي ٩٨ ـ ٩٩، الباب ٢. فرائد السمطين، للحمويني ٩٢:١ حديث ٦١.
(١١٢) مقاتل الطالبيين ١٤٣:٢. مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور ١٥٨:٩. عقد الدرر ٢١، الباب ١. ذخائر العقبى، للمحبّ الطبريّ ١٣٦.
(١١٣) البيان، للكنجي ١١٩ ـ ١٢٠، الباب ٩. الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ ٢٩٥، الفصل ١٢ عن الدارقطني. ينابيع المودّة، للقندوزي ٣٩٤:٣، الباب ٩٤ عن فضائل الصحابة للسمعاني. غاية المرام، للبحراني ٦٩٩ حديث ٧١ عن فضائل الصحابة، للسمعاني.
(١١٤) الفتن، لابن حمّاد ٢٣٠. البيان، للكنجي ١٣٤ الباب ١٦. عقد الدرر ١٧٠، الباب ٥. البرهان، للمتقي الهندي ٩٣ حديث ١٤.
(١١٥) الفتن، لابن حمّاد ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
(١١٦) عقد الدرر ٨٧ ـ ٨٩، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(١١٧) شرح نهج البلاغة ٢٨١:١ ـ ٢٨٢، و١٣٠:١٩.
(١١٨) مقتل الحسين، للخوارزمي ١٤٦:١. ينابيع المودّة، للقندوزي ٣٩٤:٣، الباب ٩٤. وقد روى هذا الحديث علماء الشيعة، ومنهم الصدوق في الخصال ٤٧٥:٢ حديث ٣٨، وفي كمال الدين ٢٦٢:١ حديث ٩.
(١١٩) فرائد السمطين، للحمويني ١٣٣:٢ حديث ٥٦٣. ينابيع المودّة، للقندوزي ٢٩١:٣، الباب ٧٧ و٣٨٤:٣، الباب ٩٤. مودّة القربى ٢٩ ـ المودّة العاشرة.
(١٢٠) ينابيع المودّة ٣٩٥:٣ ـ الباب ٩٤.
(١٢١) مقتل الحسين، للخوارزمي ٩٥:١. فرائد السمطين ٣١٩:٢ حديث ٥٧١. ينابيع المودّة ٣٨٠:٣، الباب ٩٣ / الرقم ٢.
(١٢٢) ينابيع المودّة ٣٩٨:٣ ـ ٣٩٩، الباب ٩٤ / الرقم ٥٤.
(١٢٣) مقتل الحسين عليه السّلام، للخوارزمي ١٤٦:١. فرائد السمطين، للحمويني ٣١٣:٢ حديث ٥٦٣. ينابيع المودّة، للقندوزي ٢٩١:٣، الباب ٧٧ / الرقم ٨.
(١٢٤) فرائد السمطَين ٣٣٦:٢ حديث ٥٩٠. نابيع المودّة ٢٩٧:٣، الباب ٧٨ / الرقم ٨.
(١٢٥) فرائد السمطين ٣٣٧:٢ ـ ٣٣٨ حديث ٥٩١. ينابيع المودّة ٣٠٩:٣ ـ ٣١٢، الباب ٨٠ / الرقم ١.
(١٢٦) الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ ٢٩٢، الفصل ١٢. ينابيع المودّة، ٣٩٢:٣، الباب ٩٤ / الرقم ٣٦.
(١٢٧) تاريخ الخلفاء، للسيوطي ٣٤٦.
(١٢٨) تاريخ الخلفاء ٣٤٨. الكامل في التاريخ، لابن الأثير ٩١:٧.
(١٢٩) مقاتل الطالبيين ٥٩٩.
(١٣٠) علل الشرائع، للشيخ الصدوق ٢٤٥:١ حديث ٦، كمال الدين ٤٨٠:٢ حديث ٤.
(١٣١) الغيبة، للنعماني ١٦٨ حديث ٩.
(١٣٢) بحار الأنوار ٧:٥٣.
(١٣٣) الغيبة، للنعماني ١٥٤ حديث ١١.
(١٣٤) كمال الدين، للصدوق ٢٠٧:١ حديث ٢. ينابيع المودّة، للقندوزي ٣٦٠:٣ ـ ٣٦١ حديث ٣، الباب ٨٩. فرائد السمطين، للحمويني ٤٥:١ حديث ١١.
(١٣٥) صحيح البخاري ١٣:٥، باب الفتن. صحيح مسلم ٢١:٦ ـ ٣٣ حديث ١٨٤٩. مسند أحمد ٩٦:٤ حديث ١٦٤٣٤.
(١٣٦) إثبات الوصيّة، للمسعودي ٢٦٢.
(١٣٧) الغيبة، للطوسي ٢١٥.
(١٣٨) الغيبة، للطوسي ٢١٥.
(١٣٩) الغيبة، للطوسي ٢١٩.
(١٤٠) انظر: مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب ٥٢٩:٤ ـ ٥٣٣.
(١٤١) الغيبة، للنعماني ١٧٠ حديث ١، الباب العاشر.
(١٤٢) الغيبة، للنعماني ١٧٣ حديث ٩، الباب العاشر.
(١٤٣) عقد الدرر ١٣٣، الباب ٥.
(١٤٤) عقد الدرر ١٣٤، الباب ٥.
(١٤٥) فرائد السمطين ٣٣٥:٢ ـ ٣٣٨ حديث ٥٨٦، ٥٨٧، ٥٨٩، ٥٩٠، ٥٩١.
(١٤٦) البرهان ١٧١ ـ ١٧٢، الباب ١٢.
(١٤٧) البيان، الباب الخامس.
(١٤٨) مطالب السؤول ٩١.
(١٤٩) الفصول المهمّة ٣١٨، الفصل ١٢.
(١٥٠) تذكرة الخواص ٣٦٣.
(١٥١) اليواقيت والجواهر.
(١٥٢) نزهة الجليس ١٢٨:٢ (نقلاً عن ملحقات إحقاق الحقّ ٣٩١:١٣ ـ ٣٩٤).
(١٥٣) نقلها سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ٣٦٥ ـ ٣٦٦.
(١٥٤) ينابيع المودّة ٢٩٦:٣ ـ ٢٩٧، الباب ٧٨ و٣٨٦:٣ ـ ٣٨٧، الباب ٩٤ و٢٣٨:٣ ـ ٢٣٩، الباب ٧١ و٣٠٩:٣ ـ ٣١٠، الباب ٨٠.
(١٥٥) الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ المالكي ٢٩٠، الفصل ١٢. وللشبراوي في كتابه (الإتحاف بحبّ الأشراف) ١٧٩ ـ ١٨٠ عبارة قريبة من عبارة ابن الصبّاغ.
(١٥٦) مناقب آل أبي طالب، لابن شهرآشوب ٥٣١:٤.
(١٥٧) الغيبة، للشيخ الطوسي ٢١٥.
(١٥٨) تاريخ التمدّن الإسلامي، لجرجي زيدان ١٦٥:٢.
(١٥٩) تاريخ الخلفاء، للسيوطي ٣٣٥. تاريخ الإسلام، للدكتور حسن إبراهيم حسن ٣٣٧:٢.
(١٦٠) اختيار معرفة الرجال، للكشّي ٨٠٢:٢ ـ ٨٠٣.
(١٦١) المناقب، لابن شهرآشوب ٥٢٥:٤.
(١٦٢) تاريخ اليعقوبي ٢٠٩:٣، طبعة النجف ١٣٥٨ هـ.
(١٦٣) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي ٢٨٧:١٣ ـ ٢٨٨.
(١٦٤) الكامل في التاريخ، لابن الأثير ١٠١:٧.
(١٦٥) كشف الغمّة، للأربلي ٣٩٤:٢.
(١٦٦) ذكر ذلك: سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ٣٦٢. وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة، نهاية الفصل العاشر. والشبلنجي في نور الأبصار ١٥٠. كما ذكره: المسعودي في مروج الذهب ٨٦:٤. والطبرسي في أعلام الورى ٣٥٥ وغيرهما كثير.
(١٦٧) الفصول المهمّة ٢٨٧، الفصل ١١. أخبار الدول، للقرماني ١١٧.
(١٦٨) الإرشاد، للمفيد ٣٣٤:٢.
(١٦٩) كمال الدين، للصدوق ٤١:١. الكافي، للكليني ٤٢٢:١.
(١٧٠) الغيبة، للطوسي ٢١٤. بحار الأنوار، للمجلسي ٣٤٤:٥١.
(١٧١) الغيبة، للطوسي ٢١٩. تنقيح المقال ٢٤٥:٢.
(١٧٢) الغيبة، للطوسي ٢١٩. تنقيح المقال ٢٤٥:٢.
(١٧٣) الغيبة، للطوسي ٢١٩ ـ ٢٢٠. بحار الأنوار ٣٤٩:٥١.
(١٧٤) الغيبة، للطوسي ٢١٩. بحار الأنوار ٣٤٨:٥١.
(١٧٥) الغيبة، للطوسي ٢٢١. بحار الأنوار ٣٥٠:٥١.
(١٧٦) الغيبة، للطوسي ٢٢٧. بحار الأنوار ٣٥٢:٥١ ـ ٣٥٤.
(١٧٧) الغيبة، للطوسي ٢٣٦ ـ ٢٣٧. بحار الأنوار ٣٥٧:٥١.
(١٧٨) الغيبة، للطوسي ٢٤٢ ـ ٢٤٣. بحار الأنوار ٣٦١:٥١.
(١٧٩) الغيبة، للطوسي ٢٤٢. بحار الأنوار ٣٦٠:٥١.
(١٨٠) كمال الدين، للصدوق ٤٨٤:٢. الاحتجاج، للطبرسي ٤٧٠:٢.
(١٨١) كمال الدين ٢٥٣:١.
(١٨٢) الاحتجاج، للطبرسي ٤٩٧:٢ ـ ٤٩٨.
(١٨٣) الغيبة، للطوسي ٢٢١.
(١٨٤) الغيبة، للطوسي ٢٦٢. الغيبة، للنعماني ٢٩٤ حديث ١١.
(١٨٥) الغيبة، للطوسي ٢٦٢. الغيبة، للنعماني ٢٩٤ حديث ١٣.
(١٨٦) فرائد السمطين، للحمويني ٣٣٧:٢ ـ ٣٣٨ حديث ٥٩١.
(١٨٧) آل عمران: ٢٠٠.
(١٨٨) الغيبة، للنعماني ١٩٩ حديث ١٣.
(١٨٩) انظر: الحديث في ينابيع المودّة، للقندوزي ٣٩٨:٣ ـ ٣٩٩، الباب ٩٤ / الرقم ٥٤.
(١٩٠) انظر: فرائد السمطَين ٣٣٥:٢. ينابيع المودّة ٣٩٧:٣ ـ ٣٩٨، الباب ٩٤ / الرقم ٥٢.
(١٩١) يقصد الإمام المهدي عليه السّلام، لأنّه الخامس من ولد الإمام السابع: موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام.
(١٩٢) الغيبة، للنعماني ١٥٤ حديث ١١.
(١٩٣) الغيبة، للنعماني ٢٠٠ حديث ١٦.
(١٩٤) الغيبة، للنعماني ٢٦٤ حديث ٢٦.
(١٩٥) عقد الدرر، للشافعي السلمي ٨٧، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(١٩٦) عقد الدرر ٧٢ ـ ٧٣، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(١٩٧) الغَيبة، للطوسي ٢٧٠. عقد الدرر ٧٧، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(١٩٨) الغيبة، للطوسي ٢٧٩. عقد الدرر ٧٧، الفصل ٢،الباب ٤.
(١٩٩) الغيبة، للطوسي ٢٧٨.
(٢٠٠) الغيبة، للطوسي ٢٧٩.
(٢٠١) الغيبة، للطوسي ٢٧٧ ـ ٢٧٨. عقد الدرر ٨٨، الفصل ٢، الباب ٤.
(٢٠٢) الغيبة، للنعماني ٢٧٩ ـ ٢٨٢ حديث ٦٧. عقد الدرر ٨٧ ـ ٨٩، الفصل الثاني من الباب الرابع.
(٢٠٣) الغيبة، للنعماني ٢٥٢ ـ ٢٥٣ حديث ٩ و١١ و١٢.
(٢٠٤) الارشاد، للمفيد ٣٦٠، في ذِكر علامات ظهور إمام العصر عليه السّلام.
(٢٠٥) الغيبة، للنعماني ٢٥٣ ـ ٢٥٧ حديث ١٣.
(٢٠٦) الغيبة، للنعماني ٢٦٠ ـ ٢٦١ حديث ١٩ و٢٠.
(٢٠٧) الغيبة، للنعماني ٢٥٣ ـ ٢٥٧ حديث ١٣، و٢٨٩ ـ ٢٩٠ حديث ٦. عقد الدرر ١٠٥، الفصل الثالث من الباب الرابع. الغيبة، للطوسي ٢٧٤.
(٢٠٨) الغيبة، للنعماني ٢٩٠ حديث ٦. عقد الدرر ١٠١، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(٢٠٩) الشعراء: ٤. راجع: الغيبة، للنعماني ٢٦٠ ـ ٢٦٣ حديث ١٩ و٢٠ و٢٣. عقد الدرر ١٠١ و١٠٥، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(٢١٠) الغيبة، للنعماني ٢٦٤ حديث ٢٦. عقد الدرر ١١١، الفصل الثالث من الباب الرابع.
(٢١١) عقد الدرر ٦٦، الفصل الاول من الباب الرابع. الملاحم والفتن ٦١، الباب ١٢٠.
(٢١٢) بحار الأنوار ٢٠٧:٥٢. وانظر الغيبة، للنعماني ٢٧٤ ـ ٢٧٥ حديث ٥٥.
(٢١٣) الغيبة، للنعماني ٢٧٠ حديث ٤٣.
(٢١٤) الغيبة، للنعماني ٢٥٢حديث ٩، و٢٥٧ حديث ١٥.
(٢١٥) سبأ: ٥١. راجع: عقد الدرر ٦٧ ـ ٨٩، الفصل الثاني من الباب الرابع. الملاحم والفتن ٦٥ ـ ٦٦، الباب ١٣٢. صحيح مسلم ١٦٨:٨، باب الخسف بالجيش الذي يؤمّ البيت. الفتن، لابن حماد ٢٠٣.
(٢١٦) الغيبة، للنعماني ٢٥٢ حديث ١١، و٢٥٧ حديث ١٥.
(٢١٧) الفتن، لابن حماد ٢٠٩.
(٢١٨) الغيبة، للنعماني ٢٥٢ حديث ١٠.
(٢١٩) الحاوي للفتاوي، للسيوطي ٧٦:٢.
(٢٢٠) الغيبة، للنعماني ٢٥٣ حديث ١٣. والارشاد، للمفيد ٣٥٧. القول المختصر، لابن حجر ١٣٦.
(٢٢١) الارشاد ٣٥٧.
(٢٢٢) تفسير الدر المنثور، للسيوطي ٤٩٢:٧.
(٢٢٣) عقد الدرر ٢٧٤ ـ ٢٧٥، الفصل الثاني من الباب ١٢.
(٢٢٤) عقد الدرر ٢٧٠، الفصل ٢، الباب ١٢. الملاحم والفتن ٨٢ ـ ٨٣، الباب ١٨٦.
(٢٢٥) النمل: ٨٢.
(٢٢٦) الملاحم والفتن ١٠٠، الباب ٢٠٨. عقد الدرر ٣١٦، الفصل ٦، الباب ١٢.
(٢٢٧) عقد الدرر ٣١٧ ـ ٣١٨، الفصل ٦، الباب ١٢. الملاحم والفتن ١٠٠، الباب ٢٠٨ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله.
(٢٢٨) الملاحم والفتن لابن، طاووس ٤٦، الباب ٧١. الارشاد، للمفيد ٣٥٧. الفتن، لابن حماد ١٣٣.
(٢٢٩) الارشاد، للمفيد ٣٥٧.
(٢٣٠) الملاحم والفتن ٤٤، الباب ٦٣.
(٢٣١) صحيح البخاري ٢٠٥:٤، باب نزول عيسى بن مريم عليه السّلام. البيان، للشافعي الگنجي ١١٢، الباب ٧.
(٢٣٢) الفتاوي الحديثية، لابن حجر ٢٩. البيان ١١٦، الباب ٧. الحاوي للفتاوي، للسيوطي ٤٧٨:٢.
(٢٣٣) البيان، للگنجي ١١٩ ـ ١٢٠، الباب ٩.
(٢٣٤) النساء: ١٥٩.
(٢٣٥) تفسير ابن كثير ٥٧٦:١. تفسير الدرّ المنثور، للسيوطي ٢٤١:٢.
(٢٣٦) عقد الدرر ٦٥، الفصل ١، الباب ٤. الغيبة، للنعماني ٢٧١ حديث ٤٥.
(٢٣٧) الارشاد، للمفيد ٣٥٧.
(٢٣٨) الأنعام: ١٥٨.
(٢٣٩) عقد الدرر ٣١٩ ـ ٣٢٦، الفصل السابع. القول المختصر، لابن حجر ١٣٠ ـ ١٣١.
(٢٤٠) الفتح: ٢٨.
(٢٤١) تفسير الكشّاف، للزمخشري ٣٤٦:٤.
(٢٤٢) تفسير الكشّاف ٥٢٦:٤. تفسير القرطبي ١٢١:٨ و١٢٢.
(٢٤٣) تفسير الكشّاف ٢٣١:٣.
(٢٤٤) الزخرف: ٦١.
(٢٤٥) تفسير روح المعاني، للآلوسي ٩٥:٢٥ ـ ٩٦.
(٢٤٦) التفسير الكبير، للفخر الرازي ٤٠:١٦. الفصول المهمّة، لابن الصبّاغ المالكي ٣٠٠. نور الأبصار، للشبلنجي ١٨٦. لصواعق المحرقة ١٦٢، الباب ١١، الفصل ١.
(٢٤٧) البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام، للگنجي الشافعي ١٥٧، الباب ٢٥.
(٢٤٨) مسند أحمد ١٧:٣ حديث ١٠٧٤٦. المستدرك على الصحيحين، للحاكم ٥٥٧:٤.
(٢٤٩) الغيبة، للطوسي ٢٨١. بحار الأنوار، للمجلسي ٣٦:٥١.
(٢٥٠) البيان، للگنجي الشافعي ١٣٩، الباب ١٩. بحار الأنوار ٣٩:٥١ ـ ٤٠.
(٢٥١) المعجم الكبير، للطبراني ١٢٠:١٨ حديث ٧٤٩٥. البيان، للگنجي الشافعي ١٣٧ـ ١٣٨، الباب ١٨.
(٢٥٢) الفردوس، للديلمي ٢٢٢:٤ حديث ٦٦٦٨. البيان ١١٨، الباب ٨.
(٢٥٣) البيان ١١٨، الباب ٨.
(٢٥٤) البيان ١٣٧، الباب ١٨. القول المختصر، لابن حجر ٧٨.
(٢٥٥) كمال الدين، للصدوق ٦٥٢:٢ حديث ١٢.
(٢٥٦) الغيبة، للطوسي ١١٦. البيان ١٢٩، الباب ١٣. فرائد السمطين، للحمويني ٢ حديث ٥٨٦.
(٢٥٧) البيان ١٣٥ ـ ١٣٦، الباب ١٧.
(٢٥٨) القول المختصر ٧٢.
(٢٥٩) البيان، للگنجي الشافعي ١٢١ ـ ١٢٢، الباب ١٠.
(٢٦٠) البيان ١٢٣، الباب ١٠. عقد الدرر ١٦٥، الباب ٨.
(٢٦١) عقد الدرر ١٦٧، الباب ٨ و١٤٣، الباب ٧.
(٢٦٢) الفتوحات المكيّة ٣٣٢:٣، الباب ٣٦٦.
(٢٦٣) عقد الدرر ٢٢٧، الفصل ٣، الباب ٩.
(٢٦٤) عقد الدرر ٢٢٨، الفصل ٣، الباب ٩.
(٢٦٥) البيان، للگنجي الشافعي ١٤٥، الباب ٢٣. المعجم الأوسط، للطبراني ٣٧:٢ حديث١٠٧٩.
(٢٦٦) البيان ١٣٨، الباب ١٨.
(٢٦٧) البيان ١٣٥ ـ ١٣٦، الباب ١٧. عقد الدرر، للشافعي السلمي ١٤٩، الباب ٧.
(٢٦٨) عقد الدرر ١٦٩، الباب ٨.
(٢٦٩) عقد الدرر ١٦٦، الباب ٨. الارشاد، للمفيد ٣٦٣.
(٢٧٠) عقد الدرر ١٤١، الباب ٧. القول المختصر، لابن حجر ٤١.
(٢٧١) البيان ١٢٩، الباب ١٣. عقد الدرر ٢٢٢، الفصل ٣، الباب ٩.
(٢٧٢) عقد الدرر ٢٢٧، الفصل ٣، الباب ٩. الارشاد ٣٦٤.
(٢٧٣) عقد الدرر ٢٢٤، الفصل ٣، الباب ٩. الارشاد ٣٦٥.
(٢٧٤) عقد الدرر ٢٢٠، الفصل ٣، الباب ٩.
(٢٧٥) عقد الدرر ١٦٦، الباب ٨.
(٢٧٦) عقد الدرر ١٥٩، الباب ٧.
(٢٧٧) عقد الدرر ٢٣٥، الباب ١١ و١٤٢، الباب ٧.
(٢٧٨) البيان ١٢٥، الباب ١١.
(٢٧٩) عقد الدرر ١٣٧، الباب ٦.
(٢٨٠) عقد الدرر ١٥١، الباب ٧.
(٢٨١) عقد الدرر ١٥٩، الباب ٧.
(٢٨٢) الارشاد ٣٦٣.
(٢٨٣) البقرة: ١١٤.
(٢٨٤) تفسير الطبري ٣٩٩:١، ذيل الآية. تفسير الدر المنثور، للسيوطي ١٠٨:١. عَرف المهدي، للسيوطي ٥٧:٢.
(٢٨٥) آل عمران: ٤٦.
(٢٨٦) تفسير الطبري ١٨٨:٣، ذيل الآية. تفسير الدّر المنثور ٢٥:٢.
(٢٨٧) النساء: ١٥٩.
(٢٨٨) تفسير الطبري ١٤:٦. الدرّ المنثور ٢٤١:٢. تفسير مجمع البيان، للطبرسي ١٣٧:٣.
(٢٨٩) الأعراف: ١٨٧.
(٢٩٠) كمال الدين، للصدوق ٣٧٢:٢ حديث ٦. عيون أخبار الرضا عليه السّلام، للصدوق ٢٦٥:٢ حديث ٣٥. فرائد السمطَين، للحمويني ٣٣٧:٢ حديث ٥٩١.
(٢٩١) الأنفال: ٣٩.
(٢٩٢) تفسير العيّاشي ٥٦:٢ حديث ٤٨. تفسير مجمع البيان ٥٤٣:٣.
(٢٩٣) التوبة: ٣٣.
(٢٩٤) الكافي، للكُلَيني ٤٣٢:١ حديث ٩١. الصراط المستقيم، للبيّاضي ٧٤:٢.
(٢٩٥) تفسير مجمع البيان ٢٨٠:٥. المحجّة، للبحراني ٨٦.
(٢٩٦) البيان، للگنجي الشافعي، الباب ٢٥.
(٢٩٧) التفسير الكبير، للفخر الرازي ٤٠:١٦.
(٢٩٨) يونس: ٤٨.
(٢٩٩) كمال الدين ٣١٧:٢ حديث ٣.
(٣٠٠) الأنبياء: ١٠٥.
(٣٠١) تفسير مجمع البيان ٦٦:٤. تأويل الآيات، لشرف الدين ٣٣٢:١ حديث ٢٢. ينابيع المودّة، للقندوزي، الباب ٧١.
(٣٠٢) النور: ٥٥.
(٣٠٣) كفاية الأثر، للخزّاز ٥٦.
(٣٠٤) الغيبة، للنعماني ٢٤٠ حديث ٣٥. ينابيع المودّة، الباب ٧١.
(٣٠٥) الشعراء: ٤.
(٣٠٦) عقد الدرر، للشافعي السلمي ١٠٤، الباب ٤، الفصل ٣. تأويل الآيات، لشرف الدين ٣٨٧:١ حديث ٤.
(٣٠٧) تأويل الآيات ٣٨٦:١ حديث ٢. المحجّة، للبحراني ١٥٩. ينابيع المودّة، الباب ٧١.
(٣٠٨) عقد الدرر ١٠١، الباب ٤، الفصل ٣. تفسير مجمع البيان ١٨٤:٤.
(٣٠٩) القصص: ٥.
(٣١٠) دلائل الإمامة، للطبري ٢٣٧.
(٣١١) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد ٢٩:١٩، الحكمة ٢٠٥. شواهد التنزيل، للحسكانيّ ٤٣١:١ حديث ٥٩٠.
(٣١٢) الزخرف: ٦١.
(٣١٣) البيان، للگنجي الشافعي، الباب ٢٥. الفصول المهمة، لابن الصبّاغ ٣٠٠. الصواعق المحرقة. لابن حجر ١٦٢.
(٣١٤) مسند أحمد ٣١٧:١. تفسير الكشّاف، للزمخشري ٢٦٠:٤. تفسير ابن كثير ١٤٢:٤.