عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«... قال: فَقَبَّلْتُ يَدَهُ وَرِجْلَهُ، وَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، فَمَا نَجِدُ العِلْمَ الصَّحِيحَ إِلّا عِنْدَكُمْ، وَإِنِّي قَدْ كَبُرَتْ سِنِّي، وَدَقَّ عَظْمِي، وَلا أَرَى فِيكُمْ مَا أسرُّهُ أَرَاكُمْ مُقَتَّلِينَ مُشَرَّدِينَ خَائِفِينَ، وَإِنِّي أَقَمْتُ عَلَى قَائِمِكُمْ مُنْذُ حِينٍ أَقُولُ: يَخْرُجُ اليَوْمَ أَوْ غَداً. قال:
يَا عَبْدَ الغَفّارِ، إِنَّ قَائِمَنَا (عليه السلام) هُوَ السَّابعُ مِنْ وُلْدِي، وَلَيْسَ هُوَ أَوَانَ ظُهُورِهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): إِنَّ الأئمّة بَعْدِي اثْنا عَشَرَ عَدَدُ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الحُسَيْنِ، وَالتّاسِعُ قَائِمُهُمْ، يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، فَيملؤهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً.
قُلْتُ: فَإِنْ كانَ هَذَا كَائِنٌ، يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، فَإِلى مَنْ بَعْدَكَ؟ قال: إِلى جَعْفَرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ أَوْلادِي وَأَبُو الأئمّة، صَادِقٌ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ، وَلَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيماً يَا عَبْدَ الغَفَّارِ، وَإِنَّكَ لأهْلُ الإِجَابَةِ، ثُمَّ قَالَ (عليه السلام): أَلا إِنَّ مَفَاتِيحَ العِلْمِ السُّؤَالُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
شَفَاءُ العَمَى طُولُ السُّؤَالِ وَإِنَّمَا * * * تَمَامُ العَمَى طُولُ السُّكُوتِ عَلَى الجَهْلِ».
مصادر الحديث:
* كفاية الأثر: ص٢٥٠ - حدّثنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: حدثني أحمد بن هودة بن أبي هراسة أبو سليمان الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر النهاوندي (الأحمري بنهاوند)، قال: حدثني عبد الله بن حماد الأنصاري، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، قال: دخلت على مولاي الباقر (عليه السلام) وعنده أناس من أصحابه ذكر الإسلام، فقلت: يا سيدي، فأي الإسلام أفضل؟ قال: (من سلم المؤمنون من لسانه ويده...
* منتخب الأثر: ص ٩٤ - ٩٥ ف١ ب٧ ح٣٢ - عن كفاية الأثر.