شروط التمهيد للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
السيد عباس نور الدين
١- معرفة إمام الزمان (عجّل الله فرجه):
قد يأتي إنسان ويقول: إن الإمام الحجة هو الإمام الثاني عشر، أبوه الإمام العسكري (عليه السلام) وأمه السيدة نرجس (عليها السلام)، ولد سنة ٢٥٥ للهجرة. وكانت له غيبة صغرى استمرت ٧٠ عاماً، كان له فيها أربعة سفراء. وبموت الرابع بدأت الغيبة الكبرى، وما زالت إلى الآن. وسيخرج – بإذن الله – ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
من البديهي أنّ مثل هذه المعرفة لا تجعل الإنسان ممهداً. فما أسهل أن يبذل الإنسان بعض الوقت لحفظ هذه المعلومات وغيرها أيضاً!
فمعرفة إمام الزمان (عجّل الله فرجه) لها صورة أعمق وأدق.
فهو (عجّل الله فرجه) الحافظ للدين والدنيا، والهادي إلى الله وله الولاية الكبرى وهو الأمانة المحفوظة ومستودع الأنوار وخزانة علم الله (عزّ وجل) وباب الله الذي منه يؤتى.
ومن الأحاديث التي ذكرت في هذا الصدد:
- لو رفع الإمام من الأرض لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
- لولا الإمام لساخت الأرض بأهلها.
وفي الزيارة المشهورة الجامعة نشهد في حق الأئمة جميعاً قائلين: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي.
وهنا نصيحة لأهل الولاية أن يقرؤوا الأبواب والكتب التي ذُكرت فيها مثل هذه الأحاديث والأدعية والزيارات المأثورة التي تقرب الإنسان أكثر إلى هذه المعرفة إن شاء الله.
٢- التسليم لولايته (عجّل الله فرجه):
فهو خليفة الله على الأرض، ووليه الذي أمرنا بإطاعته. وأولياؤه هم الذين يطيعونه وأنصاره أطوع له من بنانه، كما جاء في الروايات التي تصف أصحابه.
وفي الحديث عن الإمام الجواد (عليه السلام) أن رجلاً سأله: لم سُمي المنتظر؟ قال (عليه السلام): لأن له غيبة يكثر آياتها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب به الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلمون.
فالتسليم لولايته من أصعب الأعمال، وهو يحتاج إلى تربية خاصة وتدرج فيه. ومن سعة رحمة الله بعباده، أنه يربينا قبل ظهوره على الولاية والتسليم من خلال نائبه الولي الفقيه الذي يدعو إليه.
٣- الدعوة له (عجّل الله فرجه):
إن التمهيد لظهوره يحتاج إلى عمل وجهاد وتضحيات كبيرة مخلصة. يعبر فيها الممهد عن صدقه في ولاية إمام الزمان ويدعو له في كل شؤونه.
وهذه الدعوة تتطلب الأمور التالية:
- الشعور الحقيقي بوجوده (عجّل الله فرجه):
فالإمام حي يرزق ويطلع على أعمال العباد وحركة المؤمنين وتوجهاتهم. وقد ورد في كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي (رحمه الله) حديث عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقول فيه:
نحن وإن كنا ناوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين.. فإنا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم.
- محبته (عجّل الله فرجه):
إن أعظم الأمور تأثيراً على النفس من حيث سوقها نحو الخير والكمال: حب الإمام والتعلق الشديد به.
وفي الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: أفضل ما يتقرب العباد إلى الله (عزَّ وجل): طاعة الله وطاعة أولي الأمر. ثم قال: حبنا إيمان وبغضنا كفر، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ألا فلو أن الرجل من أمتي عبد الله (عزّ وجل) عمره أيام الدنيا ثم لقي الله (عزّ وجل) مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرّج الله صدره إلّا عن النفاق.