الفهرس
لتصفح الصحيفة ب Flsh

لتحميل الصحيفة ك Pdf

الصفحة الرئيسية » العدد: ٦٨/صفر / ١٤٣٦هـ » شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثامنة والعشرون
العدد: ٦٨/صفر / ١٤٣٦ه

المقالات شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثامنة والعشرون

القسم القسم: العدد: ٦٨/صفر / ١٤٣٦هـ الشخص الكاتب: رابطة إحياء دعاء الندبة التاريخ التاريخ: ٢٠١٤/١١/٢٥ المشاهدات المشاهدات: ٨٦٥٨ التعليقات التعليقات: ٠

شرح دعاء الندبة/ الحلقة الثامنة والعشرون

رابطة إحياء دعاء الندبة

ما زال الحديث متواصلاً وشرح فقرات هذا الدعاء الشريف، دعاء الندبة، وقد وصل بنا الحديث إلى شرح الفقرة التالية:
(صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ).
يشير هذا المقطع الندبي المبارك إلى الحالات التي مرّت على أهل البيت عليهم السلام من مآس، فعبّر الدعاء عنها بتعابير مختلفة، إشارة الى حقيقة من العداء المغلّظ من قبل الأُمّة بشكل عام تجاه من وصّى بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعل مودّتهم أجر رسالته التي أنقذ بها البشرية من حضيض ما كانت تعيشه فكراً وسلوكاً منحرفاً الى أسمى نموذج يرتقي اليه البشر في التعايش ونيل الكمال، فرغم هذه الوصية المغلّظة قرآنياً ونبوياً في حفظهم واحترامهم وتبجيلهم لأنّها أجر ما في الأُمّة من نعيم ولكن المحزن المؤسف انّ الإصرار والتعنّت من قبل قادة الأُمّة وساستها وعلية القوم ومقدّميهم على التطاول على أهل البيت عليهم السلام وانتهاك كل حرمة لهم، فجاء الدعاء صرخة في نفس القارئ تسأل عن هذه العترة الموصى بها من قبل صاحب الرسالة، وتسأل عن صفات افراد هذه العترة، وهل أنّ الذي ينبغي من الأُمّة تجاههم هو التكريم والتبجيل أو السحق والتنكيل، فسأل عن ابناء الحسين عليهم السلام بعد أنْ تحدّث عمّا جرى على الحسين عليه السلام بكربلاء.
فالعبارة الواردة والقائلة (اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ) تشير إلى الامتداد الطبيعي للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وكأنّها تخاطب الضمير الإنساني، بعد أنْ يئست من ضمير الأُمّة التي انتشلها خاتم الأنبياء والرسل، وجعلها ارقى الأمم برسالته ومبادئه التي ضحّى بكل وجوده من أجل أنْ يرسيها، فيسأل الدعاء ليقول للداعي لابدّ لك يا من تقرأ هذا الدعاء أنْ تسأل عن أبناء الامتداد الطبيعي للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وما جرى عليهم.
ثم يقول الدعاء للقارئ، وسأتلو عليك بعض صفاتهم، إنّ الذين اقصوا وقتلوا انتهكت حرماتهم وتمّ التجاوز عليهم بكل ما من شأنه أنْ ينتهك كرامة الإنسان، ويصغّر قدره، ويحطّ من منزلته، اتعلم أنّ هؤلاء هم صالح بعد صالح.
وهنا لابدّ أنْ ينقدح في ضمير القارئ سؤال مفاده: هل أنّ الصالح يقدّم ويحترم أو أنّه يهان ويعتدى عليه!؟.
ثم يتلو بقية الصفات ويقدح في ذهن القارئ نفس السؤال: وصادق بعد صادق، اين السبيل بعد السبيل؟.
فإذا كان السبيل إلى الله ينتهك ويبعد، فكيف سيكون بعدئذ الوصول؟.
ثم يتابع الدعاء تلاوة الصفات الذاتية التي توجب التقديس، ولكنّ الذي يؤسف له أنّها لم تقابل في هذه الأُمّة إلاّ بكل دنيء، اين الخيرة بعد الخيرة، اين الشموس الطالعة، اين الاقمار المنيرة، اين الانجم الزاهرة، اين اعلام الدين وقواعد العلم.
فالدعاء يريد أنْ يسأل عن أشخاص هذه صفاتهم، أنّهم انجم تزهر للسائلين، وأعلام تهدي الضالين، وقواعد رصينة ترفع جهل المتعلمين، وأقمار منيرة تنير دروب الحائرين، وضياء وهّاج طالع لا يغيب، يفتح النوافذ لقلوب العابدين.
أُناس هذه صفاتهم، وهذه الأهداف من وجودهم، كان حريّ بالأُمّة التي شاء القدر أنْ يكونوا بين ظهراني افرادها، أنْ يقام لكل واحد منهم في نفس كل فرد من أفراد هذه الأُمّة شاخصُ التقديس الذي لايمكن أنْ ينحني يوماً أمام أي انحراف وضلال، وصخرة لاتحركها قواصف وعواصف اهواء الرجال، ولكنّ الأسف كل الأسف، والحسرة كل الحسرة، أنّ الأُمّة التي أريد لها أنْ تحترم وتقدّس أهل البيت عليهم السلام، انتهكت حرمتهم، وداست عليهم، ولم ترع فيهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اي حق وإنْ كان صغيراً.

التقييم التقييم:
  ١ / ٤.٠
التعليقات
لا توجد تعليقات

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *
التحقق اليدوي: *
إعادة التحميل
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم

ما ينشر في صحيفة صدى المهدي عليه السلام لا يعبر بالضرورة عن رأي الصحيفة بل هي آثار الكتّاب والأدباء